نوال العلي
بدءاً من اليوم يتعرّف الجمهور في بيروت إلى نصوص مسرحيّة جديدة من العالم العربي. التظاهرة التي تستمرّ حتى نهاية الشهر الحالي، ينظمها «المجلس الثقافي البريطاني» بالتعاون مع مسرح «رويال كورت» (Royal Court) في لندن، المعروف باهتمامه بالكتابات الجديدة حول العالم. وفي هذا السياق يشهد «مسرح المدينة» (الحمرا) قراءات لأعمال مسرحية جديدة: «أرق الجميلة النائمة» تأليف عبد الرحيم العوجي وإخراج راكان مياسي، و«مرحباً» لطارق الباشا وإخراج مايا زبيب (لبنان ــ الصورة)، «منتجات مصرية» من تأليف ليلى سليمان وإخراج هاني عفيفي (مصر)، «المرود والمكحلة» لعدنان العودة وإخراج عمر أبو سعدة (سوريا)، «عطب» لكمال خلادي وإخراج زكريا قاصي لحلو (المغرب).
المسرحيات نفسها احتضنتها قبل أشهر مدينة الضباب، فقُرئت في «رويال كورت» تحت عنوان «أنا من هناك». أما في بيروت، فصار اسم التظاهرة: «أنا من هنا». وبين الهنا والهناك، جهد مشكور بالتأكيد على مشروع بدأ بورشة عمل في دمشق ربيع 2007 بمشاركة كتّاب من العالم العربي وبريطانيا، ثم تواصل في تونس والقاهرة، وما زال مستمراً.
ومع ذلك تبقى أسئلة كثيرة: مَن كان يتخيّل شكسبير أو لنقل بيكيت في ورشة لتطوير نصوصهما، أو مساندتهما في تقنية التعبير؟ الأمر مقبول في حالة التمثيل أو الإضاءة أو الديكور، أما الكتابة و«تطوير علاقة الكاتب بالمخرج» ــــ مهمة تحاول الورش إنجازها ــــ فمسألة أخرى. الأصل هو تخريب علاقة الاثنين للحصول على ما لا يتوقعه الطرف الثالث، وهو المتفرج في هذه الحالة!
لقد تحققت فكرة الكاتب والمفكر كيرك رسل إذاً: نحن نعيش عصر الأحاسيس بالمعنى الجماعي، كلما زادت الفردية تحققاً، زادت الجماعة نفوذاً. الغريب أن ينتقل هذا إلى الفن، فتوظف المخيلة في خدمة الكل، لتصير شغلاً جماعياً بأيدي مهرة يجيدون الصنعة، وتحقّق بذلك «هدف المجلس الثقافي البريطاني ببناء تفاهم أفضل بين الناس في المملكة والمنطقة» وفق ليلى حوراني، المديرة الإقليمية للتبادل الإبداعي.
نتخيل ذلك ونتعاطف مع المواهب الغضة التي تحتاج العون. نستخدم المخيلة، ونردد هذا التعبير لأن الكتابة ـــ خصوصاً المسرح ـــ هي أمكر نتاج للمخيلة. لكن مرحباً بعصر تعليم تقنيات الخيال الجماعي، فورش الإبداع على قدم وساق.


8:00 مساء اليوم ــ مسرح المدينة (الحمرا) 01/753010