ليال حدادالمؤتمر الصحافي الذي عقده ميشال غبريال المرّ، رئيس مجلس إدارة MTV، لم يحمل أي جديد، باستثناء الإعلان الرسمي عن موعد انطلاق المحطة في 31 آذار (مارس) المقبل. التقى المرّ ممثلي الاعلام، في أحد استديوهات النقاش، بحضور والده، ومدير الأخبار والبرامج السياسية في القناة غياث يزبك، وعدد من الإعلاميّين كوليد عبّود وكلود أبو ناضر هندي. عُرض استهلالاً شريط وثائقي عن تاريخ القناة منذ انطلاقتها عام 1991، حتى إغلاقها في 4 أيلول (سبتمبر) 2002، مروراً بأبرز الأحداث السياسية كتحرير الجنوب ومواجهات 7 آب (أغسطس) 2001... وانتخابات المتن الفرعية «التي فاز فيها غبريال المرّ بدعم قوى المعارضة». اللافت في الشريط كان تركيزه على صور القواتيّين خلال الاحتفال بـ«فوز» الـ2002، علماً بأنّ «التيار الوطني الحرّ» كان حينها الرافعة الكبرى لغبريال المرّ في معركته الانتخابية.
ثم اعتلى المرّ الابن المنصة معلناً «عودة MTV بالخطّ نفسه الذي عوّدت عليه جمهورها» فقوبلت تصريحاته بـ... تصفيق الحاضرين. «نحن لا نريد عودة السوري ولا الإسرائيلي» قال... وأكّد أن «MTV ليست تابعة لأي طرف سياسي، وليست جزءاً من الصراع المسيحي»... بهذه البساطة اختزل القضيّة، وتهرّب من الأسئلة المحرجة، واختبأ خلف خطاب تسوويّ قائم على التعميم. فيما بحث الصحافيون سدىً عن إجابات تتعلّق بخطّ القناة والعاملين فيها وتمويلها... «الذاتي» بتعبير المرّ. وظلّ الالتباس يغلّف موضوع شركة الإعلانات التي وقع عليها خيار MTV، إذ أشار رئيس مجلس الإدارة إلى أنّ المفاوضات جارية مع أكثر من شركة، وأن الاتفاق مع شركة أنطوان الشويري MEMS «ليس سوى شائعات»! أيعقل حقاً أن المحطّة، قبل شهرين من انطلاقها الرسمي، لم تتوصّل بعد إلى اتفاق مع شركة إعلانية، علماً بأن الاعلانات عصب الحرب الذي يبنى عليه مشروع إعلامي من هذا النوع؟ لا يريدنا الأستاذ ميشال أن نصدّق إذاً ما يتردّد في كواليس المحطة، عن امتلاك الشويري ما يزيد على 35 في المئة من أسهم الشركة الجديدة؟
من الأسئلة التي طرحت على المرّ: «هل يمكن أن تكون المحطة بديلاً من «الحرة» في صيغة أنجح؟» (المنار)... أو «ألستم خائفين من مواجهة محطتكم لمصير «المستقبل» في 7 أيار؟» (المستقبل، طبعاً)... لكنّه لم يلعب اللعبة. اكتفى بهذا القدر من المعلومات، متفادياً الأسئلة المحرجة، أو التي حاولت استدراجه إلى الرمال المتحرّكة للسياسة اللبنانيّة. أما في ما يخصّ نوعية البرامج، فبدا أكثر وضوحاً: المرحلة الأولى ستكون شبه مقتصرة على البرامج السياسية. على أن تبدأ البرامج الترفيهية في أيلول (سبتمبر) المقبل. وكانت ورشات التحضير لإعادة الانطلاق واضحة في مبنى المحطة، بالتزامن مع نشاط مكثّف في شركة المر للإنتاج «ستوديو فيزيون» التي تبذل قصارى جهدها كي تكون جاهزة قبل عودة البث.