صباح أيوب«خلصت مرحلة الهَبَل!» هكذا علّق جميل مرّوة ناشر «دايلي ستار» على التطوّرات القضائيّة المتعلّقة بمصير تلك الجريدة اليومية اللبنانية، المتوقّفة عن الصدور منذ 14 كانون الثاني/ يناير الحالي. فقد قبلت المحكمة، يوم أمس، الطلب الذي تقدّم به لاستئناف الحكم القاضي بإغلاق مؤسسته بعد إعلان إفلاسها. وكرّر مروّة، في حديث إلى «الأخبار»، أنّه لم يفهم سبب وصول الدعوى الى هذه المرحلة من التصعيد أصلاً. وكشف أنّ محامي الطرفين، أي الجريدة ومصرف «ستاندرد شارتر» (الجهة المدّعية)، سيعاودون التفاوض على حلّ قانوني نهائي لتسديد ما بقي من المبلغ. إذاً بات بإمكان الصحيفة الصادرة باللغة الانكليزية العودة الى الاسواق، لكن مروّة لم يكن حتى مساء أمس قد حدّد موعد عودة الصدور.
وكانت أبواب الصحيفة قد أقفلت بالشمع الأحمر بناءً على قرار قضائي بعد شهر إفلاسها، ونفّذ هذا القرار فوراً بعد ساعة على إصداره، ما ترك الموظفين في حالة دهشة وصدمة كبيرتين... إذ لم يُسمح لهم حتى بإخراج أجهزة الكومبيوتر المحمول الخاصة بهم من مكاتب الجريدة. أسبوعان «من الجحيم» مرّا على صحافيي «دايلي ستار» الذين بدأ معظمهم بالتفتيش عن عمل جديد، على الرغم من تعهّد مروّة بـ«دفع مستحقات موظفيه على أكمل وجه». لكن الأجواء كانت متشائمة، وفي نفوس الصحافيين العاملين في الجريدة عتب ولوم وحزن على توقف المؤسسة التي عملوا لديها بإخلاص. بعضهم لام المسؤولين لـ«عجزهم عن إدراة الجريدة مالياً كما يجب». وقد أجمع معظمهم على ضرورة «إعادة هيكلتها في الشكل والمضمون لتتناسب مع معايير السوق الجديدة، وحاجات قرّاء اليوم». وفيما برّر البعض الآخر الأزمة «بعدم وجود أية دولة أو جهة مموّلة داعمة للصحيفة»، أكّد هؤلاء وجوب اعتماد سياسة تسويقية فاعلة، يمكن أن تبدأ بتطوير الموقع الالكتروني مثلاً، والسعي الى جذب معلنين جدد. وفي عزّ الأزمة التي طاولت إحدى أقدم المؤسسات الاعلامية في لبنان، أبدى الموظفون استعدادهم للعودة الى العمل فوراً، آملين أن «يعير مروّة للجريدة اهتماماً أكبر» بعد التجربة المريرة التي واجهوها.
مرّ الـ«قطوع» بسلامة إذاً، على الجريدة الوحيدة بالانكليزيّة اليوم في لبنان.