إيلي صعب حقّق المعادلة الصعبة، وكريستيان لاكروا ذهب إلى الريف الفرنسي، وغوتييه رفع شعار «الأورغنزا» وغاليانو عاد إلى القرن 17. وحدها الغرابة كانت بطلة أسبوع الموضة

الأنوثة في بلاد العجائب



فاطمة داوود
أدلين أندريه، فالنتينو، ديور، إيلي صعب، ألكسندر فوتييه، ألكسي مابيّ، أفالون فيغا، كايتي بيل، شانيل، كريستيان لاكروا، دومنيك سيرو، فيليب أوليفيه باتيستا، فرانك سوربييه، غوتييه ـــ باريس، أرماني، جيفنشي... التقوا جميعاً خلال أسبوع الموضة الباريسي مع المصمّمين اللبنانيين زهير مراد وجورج شقرا وجورج حبيقة وداني أطرش وغيرهم ليقدّموا إلى المرأة ابتكاراتهم الخاصة بموضة ربيع وصيف 2009.
أما الاتجاهات فيمكن وصفها بالمنوّعة، كل مصمم أخذ نساءه إلى عالم غريب: أفالون فيغا عاد إلى الثمانينيات فبرزت الأكمام المنتفخة والأقشمة اللماعة واختارت كايتي بيل نفحات الصيف المنعشة وتمازجت الألوان بكثافة مع طغيان كامل للفساتين والتنانير القصيرة. ومن العروض اللافتة ما كان لدار «شانيل». هكذا، ارتكز كارل لاغرفيلد على التايور المصَمّم تصميماً هندسياً محدداً، وجاءت المجموعة على شكل مربعات ومستطيلات ودوائر. وتمازَج اللونان الأسود والأبيض بينما لم تفارق القبعة رؤوس العارضات. وحده، كريستيان لاكروا ذهب كعادته إلى الريف الفرنسي ليستوحي ألوان مجموعته فضجّت بالأخضر والفوشيا والأزرق والأحمر.
أما «ديور» وبأنامل جون غاليانو، فخطّت أجمل الفساتين الملونة ذات الأشكال الدائرية المستوحاة من القرن السابع عشر واتخذت التنانير الأشكال اللولبية المتماوجة. وفيما فاز دومينيك سيرو بذوق المرأة العصرية البسيطة مع استخدامه الألوان الصيفية كالبرتقالي والأحمر والأزرق. حقّق إيلي صعب المعادلة الصعبة باختياره تدرجات الألوان الفاتحة وطغياناً واضحاً للفضي وألوان السماء الصافية. وجاء عرض فيليب أوليفيه باتيستا بتوليفة استُوحيت من الملامح الذكورية والعودة إلى جاكيتات «الدوبيتو» التي طبعت الثمانينيات. أما غوتييه، فرفع شعار قماش «الأورغنزا» ورسم تصاميم أشبه بلوحات تشكيلية.

أمراء وقراصنة



مع مجموعات خريف وشتاء 2009، عادت الرصانة إلى أناقة الرجل. ثلاثة مصمّمين خرجوا عن الأطر العامّة للكلاسيكية وفي مقدّمتهم جان غاليانو الذي عاد إلى القرن السابع عشر تماماً كما فعل في مجموعته المخصصة للمرأة، واستوحى من قراصنة البحار تصاميمه. أما صاحب الريادة بالغرابة، المصمّم ألكسندر ماكوين فقد فاجأ بعرضه طرح تصاميم فاخرة طغت عليها معاطف «الفرو» والجلديات، وأخرى تميّزت بالمربعات العريضة والأسود والبني والبيج.
أما المفاجأة، فجاءت مع عرض «يوجي ياماموتو» الذي قلب مقاييس الموضة السائدة، وطرح أطقماً أشبه بنقشات «البيجاما» تداخلت فيها الألوان بغرابة شديدة مثل الزهري والفوشيا والأحمر والبرتقالي والأصفر. ولم تُثر الدهشة سوى المعاطف الملوّنة للرجال، إذ ظهرت ألوان الزهري والبيج المتمازج مع الأحمر والبني.
هكذا، تحوّلت أنظار الرجال الأكثر أناقة، نحو مجموعة تييري ماغلر التي جاءت مفعمة بحكايات الأمراء وأساطيرهم، حيث الأقمشة الفاخرة كالمخمل والفرو والقصات المدوزنة والمستقيمة وألوان الأحمر القاني والبني الشهي والبترولي طاغية بشدّة على كامل المجموعة.
وفيما عرضت مجموعات «زيغنا»، «جيفنشي»، «دولتشيه وغابانا» وسط أجواء كلاسيكية مع ظهور بارز للجاكيتات «المؤنثة»، أرضى المصمم الإنكليزي بول سميث رغبات الرجال «الرياضيين» فقدّم تصاميم حيوية برزت فيها الألوان الفاقعة كالبرتقالي والأخضر.
أما أبرز المصممين الذين جنحوا بأفكارهم نحو القصّات الجديدة، فكان غاريث بوغ. الذي طرح تصاميم مستوحاة من جلود التماسيح وفرو الدببة، وقد حافظ على القصات المستقيمة عند الصدر والخصر والسروايل الضيقةّ. وأكثر ما لفت الانتباه الأكمام المنتفخة لدى الرجال.


هيفا بالأحمر

في حلقة الأحد الماضي من برنامج «المدير» أو The manager على شاشة «روتانا»، ظهرت النجمة هيفا وهبي على المسرح في ثلاث إطلالات مختلفة، كرّست ريادتها في حسن اختيار الفساتين الجميلة على قوامها الممشوق. هكذا، برز فستان بالأحمر وآخر بالأسود وثالث قصير فوق الركبتين ومستقيم على الجانبين بدا كلوحة فنية مزخرفة بعناية شديدة. للمرّة الألف وأكثر تثبت هيفا أنها «ذواقة للموضة فطرياً» وقد تكون النجمة «الأكثر أناقة على الإطلاق» بحيث لم يسترع انتباهنا أي خطأ في اختياراتها.

أرماني V/S Dolce & Gabbana

على رغم انشغال عالم الموضة والأزياء بمتابعة آخر العروض في العواصم الأوروبية خلال الأسبوع الماضي، طغت المعركة المحتدمة التي اشتعلت بين المصمّمين جورجيو أرماني والثنائي دولتشيه وغابانا على كل ما عداها وذلك على خلفية «الاتهام الخطير» الذي وجّهه أرماني إلى الثنائي بأنّهما «نسخا» تصميماً لسروال من مجموعته للموسم الماضي وعرضاه خلال الموسم الحالي فما كان منهما سوى الردّ «نحن نتعّلم دائماً لكن حتماً ليس من أرماني!!».