يعيشُ نشاطاً ملحوظاً ويفتح على جميع الجبهات: الممثل السوري يعود بداية العام المقبل إلى الدراما الصعيدية مع «الأب الروحي». ثم يقف أمام يحيى الفخراني في فيلم «محمد علي»، وينتظر إشارة المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي للانطلاق في مشروع جديد
حوراء حوماني
إذا كان حضور الممثل السوري جمال سليمان قد اقتصر في رمضان الماضي على مشاركته في المسلسل الشامي «أهل الراية»، فإن جدول أعماله مزدحم حالياً. هكذا، يبدأ في مصر بداية العام الجديد تصوير المسلسل الصعيدي «الأب الروحي»، فيما يطلّ مع يحيى الفخراني للمرة الأولى في فيلم «محمد علي» الذي يخرجه مواطنه حاتم علي. على أن يتعاون قريباً مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي في فيلم سينمائي ثانٍ.
بدايةً، نسأل سليمان: لماذا العودة إلى الدراما الصعيدية التي قدّمت له في رمضان 2006 نقلةً نوعية مع «حدائق الشيطان»؟ وهل في ذلك بحثٌ عن بريق افتقده مع عمله المصري الثاني «أولاد الليل»؟ يجيب سليمان: «عودتي إلى الصعيدي لا تتعلّق فقط بنجاح «حدائق الشيطان»، بل لأنني أحب هذا النوع من الدراما. نعم، أكرر التجربة من جديد، ولكن مع تفاصيل مختلفة». ذلك أن فرحات همام (دوره في المسلسل الجديد الذي كتبه أيضاً محمد صفاء عامر ويخرجه إسماعيل عبد الحافظ) يختلف كثيراً عن شخصية مندور أبو الدهب («حدائق الشيطان»)، «فهو هنا لا يعترف بالعواطف ولا الرومانسية وله عادات وتقاليد صعبة».
كذلك يجسّد سليمان شخصية إبراهيم باشا، في فيلم «محمد علي»، تأليف لميس جابر وإخراج حاتم علي وإنتاج Good News. وهي ستكون المرة الأولى التي يطلّ فيها مع يحيى الفخراني، بعدما سبق وشارك نور الشريف ومحمود عبد العزيز بطولة «ليلة البيبي دول»، وأطلّ مع أحمد زكي في «حليم». أما بالنسبة إلى الفيلم الذي يخرجه الفلسطيني رشيد مشهراوي، فيحمل اسم «الكتابة على الثلج»، ويجسد فيه سليمان شخصية إنسان عربي يبحث عن ذاكرته.
لا يتردّد الممثل السوري كثيراً في اختيار الشخصيات التي يرغب بتأديتها، «فأنا أبحث دائماً عن القاسم المشترك بيني وبين الشخصية. حتى ولو كان هذا القاسم صفات سلبية». كما لا ينكر أن تجربته في مصر كانت مميزة، ومع ذلك يبدي حرجاً في تقييمها: «تجربتي المصرية أحدثت تغييراً كبيراً في آفاق العمل الفني العربي، ما زلنا نلمس آثاره منذ نهاية عرض «حدائق الشيطان»». وفي هذا الإطار، يُرفض استعمال عبارة «نزوح الممثلين السوريين إلى مصر»، ذلك أن «لا أحد من السوريين «نزح» إلى مصر. وما أعرفُه أن هناك فنانين، وأنا منهم، قدموا أعمالاً في مصر، وما زالوا يشاركون في المسلسلات السورية».
ويبدي سليمان امتعاضه، لدى السؤال عن رأيه بانسحاب الدراما السورية لحساب الدراما المصرية في الآونة الأخيرة، معلّقاًً: «إن المقارنة بين وضع الدراما المصرية ووضع الدراما السورية تبدو مضحكة ومزعجة في الوقت نفسه». ويقول ساخراً: «في مجال الدراما العربية، ليس هناك بساط يسحبه أحد من تحت أقدام الآخرين».
وانطلاقاً مما سبق، يقيّم سليمان تفاعل المواطن العربي مع الدراما، لا سيما في شهر رمضان. ذلك أن المزاج الرمضاني يحتفي بأعمال دون غيرها، من دون أن يكون ذلك هو المعيار لتقييم المسلسل، «فبعض الأعمال التي لا تلقى نجاحاً كبيراً ليست بالضرورة أقل مستوى من غيرها، بل في كثير من الأحيان هي أفضل منها».
ولكن ما هو سبب هذا التفاوت إذاً؟ الجواب بسيط: «إلى جانب مزاج المشاهد، هناك خصوصية كل بلد عربي، فالجمهور يختلف من بلد إلى بلد، والعمل الذي يفشل في بلد ما قد لا يواجه المصير نفسه في بلد آخر». أما النقطة الثانية التي تساهم في نجاح عمل أو فشله، فهي «قوة المحطة التي يعرض عليها. وبالتالي، هناك عوامل عدة خارج العمل الفني وقيمته الحقيقية، تلعب دوراً في استقطاب الجمهور». من جهة أخرى، يرى أن الدعاية الإعلامية والمال بدآ يحتلان مساحات واسعة على حساب الأفكار والإبداع في الدراما العربية عامة، لكنه يشدد على ضرورة عدم نسيان بعض الأعمال «التي حققت النجاح في ملء القليل من فجوة المعرفة والثقافة، بفعل التوازن بين المال والفكر».
وإذا كان سليمان يحاول قدر الإمكان الابتعاد عن «احتلال كرسي الناقد»، وخصوصاً في ما يتعلّق بالمسلسلات التي عرضت في رمضان الماضي، فإن ذلك لا يمنعه من إبداء إعجابه بمسلسل «أسمهان» لشوقي الماجري. كما يعبّر عن أسفه لعدم عرض مسلسل «فنجان الدم» الذي لعب فيه دور نوري الهزاع على mbc. ويوضح أن العمل الأخير لم يكن دراما خليجية، أو بوابة إليها قد تثير نعرات طائفية كما تخوّف بعضهم، بل «مسلسلاً عربياً تدور أحداثه في بيئة بدوية سورية». أما بالنسبة إلى موضة مسلسلات البيئة الشامية، فلا يرى مشكلةً في تقديم المزيد من هذه الأعمال، «وخصوصاً أن «باب الحارة» و«أهل الراية» لن يكونا الأخيرين في هذا المجال». ويشدد على أن دور أبو الحسن الذي قدمه في «أهل الراية» كان يتمتع بخصائص مختلفة تميّزه.


«ليلة واحدة» وفي هوليوود

بين سوريا ومصر، تردّدت في الفترة الأخيرة معلومات عن رفضه المشاركة في فيلم من إنتاج «هوليوود»، وهو ما يؤكّده سليمان موضحاً أنها ليست المرة الأولى التي يرفض عرضاً كهذا، «لأن الأدوار والأفكار المطروحة لم تكن مناسبة، فضلاً عن أن بعضها كان سيقدم المسلم والعربي على أنهما دمويان وإرهابيان». في المقابل، قرر جمال سليمان عدم استكمال تصوير فيلم «ليلة واحدة» مع المخرجة أكرم فريد. وهو كان قد لجأ إلى القضاء، حتى يحصل على مستحقاته المالية وفسخ العقد مع الشركة المنتجة التي أوقفت الفيلم لعدم وجود سيولة مادية لديها