بيار أبي صعبلا معنى لمعرض كتاب من دون مفاجآت. ولعلّ إحدى أجمل مفاجآت الدورة الحاليّة في «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب»، تتمثّل في هذه الدار المصريّة الجديدة. كأننا بها جاءت تعلن ولادتها هنا، بل قل جاءت تكرّس اختلافها انطلاقاً من بيروت. ليس المقصود بالضرورة أنّ هذه المدينة الغريبة العجيبة هي مرجع من مراجع الشرعيّة والتكريس... إنّها مجرّد فضاء يتسع للاختبار، ويلاحظ أحياناً التجارب المغايرة ويحضنها ويحتفل بها. نعم أيتها السيدات، أيّها السادة، تعالوا نحتفل بـ«دار ملامح للنشر».
حمل محمد الشرقاوي صناديق كتبه الصغيرة (حجماً)، وجاء يبحث لنفسه عن مكان بين الدور الكبرى. جاء يبحث لكاتباته وكتّابه (معظمهم ولد بين 1970 و1982)، عن مكان وسط نجوم الأدب والثقافة. كلا لم يصطحبهم معه لحسن الحظ، وإلا لأخلّوا بالنظام وخلقوا هيصة على الأرجح في قاعة «البيال»! يكفي المرء أن يتصفّح كتبهم كي يتيقّن من ذلك. كتب من الحجم الصغير، تذكّر بطبعات كتب الجيب الأجنبيّة التي طالما سكنت جيوبنا، أنيقة الصنع، تفسح للجانب البصري مكاناً أساسيّاً، يكمّل النصوص على اختلافها: شعراً بالفصحى والعاميّة، قصصاً بعضها قصير جداً، وروايات. مينا جرجس، إسلام محمود، مليحة مسلماني، محمد خير، مريم الساعدي، كريم سامي، أحمد وائل، رضوى أسامة عادل سلامة، هلال شومان، هاني سامي، ماهر عبد الرحمن، جمال عمر، سامي سعد (عميدهم: 1952). دفعة واحدة في بيروت. نداء عاجل إلى زوّار المعرض: اقبضوا عليهم بين الأجنحة. لو لم يأت سوى هذا الناشر من القاهرة، فإن مصر كلّها هنا. مصر المغايرة، الحديثة والمعاصرة والتقدميّة. مصر المستقبل... والتنوير