فضيحة كان» عادت مجدداً إلى الواجهة: بعد أكثر من عام على دخوله السجن، واتهامه بإدارة شبكة دعارة دولية... عقد صاحب وكالة Style Modeling Agency مؤتمراً صحافياً في بيروت، ليدافع عن نفسه، مطلقاً تصريحات نارية!
فاطمة داوود
جاء المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس إيلي نحّاس، صاحب وكالة Style Modeling Agency في نقابة الصحافة في بيروت، كما كانت التوقّعات: دفاعٌ شرس عن النفس، تكريسٌ لنظرية المؤامرة، لومٌ وعتبٌ على الصحافة، وهجوم ارتدادي على زملاء المهنة في وكالات عرض الأزياء. نحّاس الذي اختار نقابة الصحافة مكاناً لانعقاد المؤتمر، لا أي فندق آخر كما هي العادة، قصد بذلك ربما، منح كلامه صدقية أكبر، في ظلّ حضور ممثل النقابة فؤاد الحركة، إلى جانبه على المنبر.
فالقضية التي شغلت الرأي العام العالمي في آب (أغسطس) 2007، لا تزال تداعياتها مستمرّة حتى الآن. ومسألة اعتقال نحّاس بتهمة الاتجار بالبشر في مدينة «كان» الفرنسية، تجاوزت حدود المنافسة بين أصحاب الوكالات، ليدرجها نحاس تحت خانة أمن الدولة وتجاذب عمل الاستخبارات... وصولاً إلى الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي!
فهل يُعقَل أن يكون الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد انتقم من إيلي نحّاس لمجرّد أن الثاني عربي الأصل، بينما والدة الرئيس الفرنسي من أصول يهودية؟ ببساطة، كان هذا تحليل نحّاس لمجريات الأحداث التي عاشها منذ عام ونيّف!
نحّاس عدّ نفسه «كبش محرقة» بين رؤوس كبيرة، لا يستطيع ذكر أسمائها جميعها، مشيراً بأسلوب مبطّن إلى ضلوع أحد أصحاب الوكالات اللبنانية بتبليغ السلطات الفرنسية والتحريض على اعتقاله، وذلك بدعم من «المافيا الفرنسية». وقد حاول الصحافيون معرفة اسم صاحب الوكالة فتمنَّع عن الإدلاء بالاسم. لكنه دافع عن جورج كعدي وجوني فضل الله اللذَين يديران وكالتين لعروض الأزياء في لبنان، وحين سأله أحد الصحافيين عن نضال بشراوي، التزم الصمت. وفي التفاصيل، كشف نحّاس أن اعتقال المتّهم شربل شدياق لمدة 11 شهراً كان بسبب رفض الأخير الشهادة زوراً ضدّه. وقال إن فريق التحقيق «طلب من شربل الإدلاء بشهادة مزوّرة ضدّي كي يتمكّنوا من إدانتي، لكنه رفض فاستمر سجنه طوال هذه الأشهر». أما بالنسبة إلى العارضة لاميتا فرنجية، فهي لم تحتجز في السجن، بل حُقِّق معها خلال ساعات وخرجت طليقةً، وفق ما قال.
في سياق منفصل، شنّ نحاس هجوماً على الصحافة الفرنسية التي «تناولت القضية بكثير من الاندفاع السلبي»، كاشفاً عن رفعه دعاوى قضائية على كل المطبوعات التي نشرت الخبر كإدانة مطلقة بحقّه. وفي الإطار نفسه، وجه عتباً إلى تلفزيون «الجديد»، لبثّ الخبر ودسّ اسم الفنانة سيرين عبد النور، لكونها شقيقة زوجته ليس إلاّ.
وبعد خروجه من السجن في فرنسا، زاول نحاس أعماله عادياً، وعاد إلى بيروت استعداداً لاستئناف نشاطه في الدول العربية والأجنبية، مؤكّداً أنه ليس ممنوعاً من دخول الأراضي الفرنسية.
وكانت وسائل الإعلام قد شُغِلت على مدى أشهر عدة بقضية اعتقال نحّاس وعارضاته في إحدى شقق مدينة «كان» بتهمة الإتجار بالبشر. ووُجِّهت إليه تهم مختلفة، منها استدراج فتيات قاصرات لممارسة الدعارة من دون علمهنّ، فيصلن إلى فرنسا ويجري استغلالهن بواسطة العقود الموقّعة معهن.
وأوردت صحيفة «نيس ماتان» بعد خروج الخبر إلى الإعلام أن الشرطة في مدينة «كان» أوقفت لبنانيين بينهم إيلي نحاس وسبع عارضات من جنسيات مختلفة في فندق «الكارلتون»، وقد وجَّهت إليهم تهماً عدة أخطرها «ممارسة الدعارة في إطار عصابة منظّمة، وتبييض الأموال التي تُجمَع من البغاء» (راجع «الأخبار» 25 آب/ أغسطس 2007).
ونسج حول موضوع الفضيحة حكايات وقصص مبالغ بها، مثل دفع أموال كبيرة تصل إلى 30 ألف يورو لكل عارضة تقضي ليلتها مع أحد الأثرياء الخليجيين. وواجهت عائلة نحاس شائعات عدة، كانهيار زوجته ودخولها الى المستشفى.
وبعد إلقاء القبض عليه، تلقّى القضاء اللبناني استنابة قضائية فرنسية للحصول على معلومات وافية عن وكالة «ستايل مودلينغ إيجنسي» لما يفيد التحقيقات كي يكشف النقاب كاملاً عن القضية.