ليال حداد بعد أسبوعين على اعتقاله، أصدر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارازاني عفواً عن الصحافي الطبيب عادل حسين لمناسبة عيد الأضحى. وكان حكم قضائي قد صدر بحقّ حسين يقضي بسجنه ستة أشهر، بعد نشره العام الماضي مقالة عن الجنس والمثلية في صحيفة «هاولاتي» الكردية الصادرة في السليمانية. وأثار الموضوع وقتها سجالاً حاداً، إذ اعتبره بعضهم تحريضاً وترويجاً للمثلية الجنسية.
غير أنّ هذا الانتهاك لحقوق الصحافيين ليس الأول في الإقليم الذي يعتبر محمية أميركية، ومثالاً «للديموقراطية واحترام حقوق الإنسان» كما روّجت الإدارة الأميركية أكثر من مرة، وكما يردّد المسؤولون عنه. إذ أكّد تقرير للجنة حماية الصحافيين ـــــ ومقرّها في نيويورك ـــــ أنّ نحو 60 صحافياً كردياً قُتلوا أو هددوا أو هوجموا أو قدّموا إلى المحاكمة في النصف الأول من العام الحالي. ولعلّ القضية الأبرز التي أثارت الرأي العام العالمي كانت اغتيال الصحافي سوران ماما هاما (23 سنة) أمام منزله في كركوك بعد نشره تقريراً في مجلة «ليفين» ربط بين مسؤولين أمنيين وشبكات للدعارة.كذلك فإنّ تقريراً للأمم المتحدة، صدر العام الماضي، عن الأوضاع في كردستان العراق، شدّد على ضرورة معالجة قمع الحريات الإعلامية، «إذ يواجه الصحافيون الاعتقال والتحرّش بسبب كتابة أخبار عن فساد الحكومة وتدنّي الخدمات العامة».
وكان البرلمان الكردستاني قد صدّق في أيلول (سبتمبر) الماضي قانون العمل الصحافي، وهو يمنح الصحافيين حصانة ضدّ الاعتقال والسجن، واستبدالهما بالغرامة المالية.