تشاؤم وغضب واستياء وسخط من الأنظمة العربية... ومنع ناشطين من الحضور. تلك كانت حصيلة اليوم الأول من «المنتدى العربي الثالث للصحافة الحرّة» الذي يُختتم اليوم
صباح أيوب
الغائبون هم نجوم «المنتدى العربي الثالث للصحافة الحرّة» الذي انطلق أمس في بيروت. لطفي حيدوري ومحمد عبو وفؤاد الفرحان ومازن درويش، أربعة ناشطين منعتهم سلطات بلادهم من المجيء إلى بيروت، للمشاركة في لقاء عن حريّة الصحافة (راجع الكادر أسفل الصفحة)، فإذا بهم حدث اللقاء الذي ينظم للمرّة الثالثة في ذكرى استشهاد جبران تويني، بمبادرة من جريدة «النهار» و«الاتحاد العالمي للصحف» (وان). وباستثناء هذا الحدث، اكتفت أعمال المؤتمر، في يومه الأول، بتسليط الضوء على الواقع البائس الذي تتخبّط فيه الصحافة العربيّة، من خلال شهادات ناشطين وشهود يعانون بطش الأنظمة العربية في مجال الصحافة والإعلام.
الجلسة الصباحية افتتحها تيموتي بالدينغ، المدير العام التنفيذي لـ«وان»، معلناً عن أسماء المتغيّبين وأسباب تغيّبهم، مؤكّداً أهميّة هذا الحدث، بدليل اجتماع المجلس الإداري لـ«الاتحاد» في العاصمة اللبنانيّة بعد انتهاء المنتدى. وما كان منه إلا أن تمنّى على الصحافيين استكمال المسيرة النضالية. وفي الجلسة الأولى، حضرت اليمن ومصر وموريتانيا للبحث في «الأساليب الحكومية الملتوية التي تعوق الصحافة العربية الحرة». ولعلّ أبرز المداخلات كانت للصحافي المصري الحائز «جائزة جبران تويني لعام 2008» إبراهيم عيسى الذي أكّد أنّ الحكومات العربية «لم تتوصل إلى درجة من الذكاء تخوّلها اعتماد «طرق ملتوية» كما جاء في عنوان الجلسة». واعترض عيسى على مصطلح «الصحافة المستقلّة»، مشيراً إلى أنّ هذه الصحافة غير موجودة في العالم العربي، لأنّه لا يمكن لأي صحيفة أن تصدر من دون إذن النظام، خاتماً مداخلته بوصف العمل الصحافي العربي بـ«الدخول في حقل ألغام».
الجلسة الخاصة بالمدونين العرب، حرّك رتابتَها الجدل الذي دار حول التجربة التونسية في هذا المجال. وتفاجأ الجمهور بأن أحد الحاضرين يوجّه اتهامات سلبيّة إلى المدوّنين، من نوع «استخدام التقنيات الإلكترونية في خدمة مخطّط الإسلاميين للوصول إلى الحكم»! وسرعان ما اتهمه المشاركون بأنّه مدسوس من السفارة التونسيّة. واستمرّ هذا التشويش على المشاركين في الجلسة الأخيرة المخصصة لـ«مجموعة مراقبة حرية التعبير في تونس». أما جلسة «فرص الناشرين العرب» فشابها «تشاؤم» معلن، عبّر عنه الصحافي في جريدة «الحياة» حازم الأمين الذي اعترف آسفاً، بأنّ «الصحف اللبنانية فشلت في تجاوز الانقسام السياسي الحادّ حتى في صناعة الخبر وكتابة التحقيق». ويستكمل المنتدى اليوم جلساته التي تُختتم بحفلة توزيع «جائزة جبران تويني» السنويّة.