شيئاً فشيئاً تُجاهد لتكريس حضورها في عالم التلفزيون ... واليوم، تطلق برنامجاً من نوع آخر: فهل تنجح «روتانا» في صناعة مديري أعمال بعدما أخفقت في اكتشاف المواهب؟
فاطمة داوود
منذ سنوات، لجأت «روتانا» إلى جذب النجوم لضمّهم تحت جناحيها. ومع الوقت، تحولت إلى أكبر شركة إنتاج عربية، معتمدةً على سياسة احتكار السوق، ومتباهيةً بتوقيع عقود ـ وُصِفت أحياناً بالخيالية ـ مع كبار النجوم من عمرو دياب وأحلام إلى نوال الزغبي وشيرين عبد الوهاب... ما طرح تساؤلات عن سياسة الشركة القائمة على تبني أسماء، حققت نجومية قوية أصلاً على الساحة العربية.
وسط كل ذلك، قررت «روتانا» قبل مدة اكتشاف مواهب جديدة. ومع فورة «سوبر ستار» و«ستار أكاديمي»، قدمت عبر قناة «روتانا موسيقى» برنامج «إكس فاكتور» الذي لم يحقّق الصدى المرجو، ولم يأتِ بالثمار المنتظرة. وبعدما فازت المغربية رجاء قصابيني باللقب في الموسم الأوّل، عادت «روتانا» وفسخت العقد الموقّع معها لتدني نسبة مبيعات ألبومها «استغربت لحال الدنيا». أما في الموسم الثاني، ففاز محمّد المجذوب الذي ظلت تجربته الفنية، فتية جداً.
اليوم، يبدو أن الشركة اكتشفت الثغرة التي تحول دون تألّق الفنان الجديد على رغم امتلاكه موهبة الصوت والكاريزما، وقد عمدت إلى سدّها بطريقة مبتكرة، تعتمدُ أيضاً على نهج تلفزيون الواقع: برنامج يعتمد على تصويت المشاهدين... لاختيار مدير أعمال فني! علماً أن هذا الجمهور العربي لا يبدو ملمّاً بأدنى مقوّمات مدير الأعمال الفني والناجح، وسط صناعة الموسيقى العربية التي تبدو أقرب إلى الارتجال منها إلى الاحتراف، إلا في ما ندر.
المؤتمر الصحافي الذي دعت إليه كل من شركة «انديمول» (منتجة «ستار أكاديمي) و«روتانا»، و عُقد في فندق الـ«ريفييرا» في بيروت أول من أمس لإطلاق البرنامج الجديد «المدير»The Manager (بدأ عرضه أمس)... غضّ الطرف عن واقع انعدام مديري أعمال لامعين في الساحة، واكتفى بتسليط الضوء على أهمية انطلاق الفكرة من لبنان الى العالم.
هكذا، طالب المخرج باسم كريستو وسائل الإعلام بالتركيز على نقطة «مهمة جداً»، وهي ابتكار البرنامج محلياً بدل استيراده. وذلك رداً على انتقادات الصحافة إزاء موضوع تقليد البرامج الأجنبية.
أما المخرج وعضو لجنة التحكيم سيمون أسمر، فعمد الى انتقاد صيغة البرنامج التي تتمحور حول وجود فتاة واحدة تمثّل فنانة افتراضية، ويتعامل معها أربعة شبّان (مشتركين) يؤدّون دور مديري الأعمال: «حين عرضوا عليّ فكرة وجود فتاة واحدة بين أربعة مديري أعمال تتفاوت خلفياتهم الثقافية والجغرافية، توقّعت أن تتعرّض الفتاة لانهيار عصبي. إذ كيف يمكنها أن تستوعب التناقضات بين أربعة أشخاص؟ كلّ واحد له سياسته ورؤيته وسيعمد بالطبع إلى فرض نظريته عليها لاعتقاده بأنّه على حقّ، وسيصل بها إلى برّ النجومية المطلقة».
أسمر الذي حمل طويلاً لقب «صانع النجوم»، أكّد أن المطلوب في الفن قد يتناقض مع المبادئ الاجتماعية والأخلاقية لدى كل فنانة. وأعاد التأكيد على تصحيح كلمة «صانع النجوم» إلى «خادم النجوم»، لأنها تحمل المعنى الحقيقي الذي يجب أن يحكم العلاقة بين الفنان ومدير أعماله. أما عضو لجنة التحكيم طوني سمعان، وهو يشغل حالياً منصب مدير الشؤون الفنية في «روتانا»، فأوضح أن الرابح سيوقّع عقداً للعمل مع الشركة، ليدير أعمال بعض الفنانين فيها.
وعلى رغم استبعادها سابقاً من محطة «روتانا» وتعاملها حالياً مع قناة «دبي»، بررت التونسية فرح بن رجب، سبب اختيارها لمهمة تقديم برنامج «المدير» بالقول: «لمَ لا يختارونني؟ أشعرُ بأنني أمام تجربة الإعلام التلفزيوني للمرة الأولى لشدّة تحمّلي المسؤولية الملقاة على عاتقي، ولا بأس في المصالحة مع «روتانا» ما دامت الظروف تتبدّل باستمرار».
من جهة ثانية، كشف زياد كبي، مدير شركة «انديمول»/ مكتب الشرق الأوسط، في دردشة مع «الأخبار»، أن برنامج «المدير» ليس الوحيد على خريطة أعمال الشركة حالياً. فإلى جانب عرض Ton Of Cash على «أبو ظبي»، هناك تحضيرات لبرنامج منوّع على القناة نفسها خلال الشهر المقبل. وفي الكواليس، «يجري التحضير لبرنامجين لمصلحة LBC، وكلّها على طريقة «تلفزيون الواقع». أما سبب التركيز على هذا النوع من البرامج، فعلّله كبّي، بـ«تحقيق نسبة مشاهدة عالية، ما يدرّ الأموال بسبب إقبال المعلنين عليه».
بقي أن نذكر أنّ المشتركين في «المدير» هم: بندر الدوسري (السعودية) وعزّة الديش (تونس) وإبراهيم السواحي (مصر) وطارق الكيك (لبنان). وفيما انطلقت أولى السهرات أمس مع المطربة المصرية أنغام، يبقى السؤال: هل سينجح المشتركون في مهمتهم، أم سيكون الأمر مجرّد استعراض أسبوعي لا يهتم إلا بتصويت المشاهدين؟ الإجابة برسم الأسابيع والسهرات المقبلة.

كل أحد 20:30 على «روتانا موسيقى»