امرأة فلسطينيّة تضطر إلى البقاء وحيدة فيما زوجها نزيل السجون الإسرائيليّة. هذا هو محور «مرّ الرمّان»، الباكورة الروائيّة للمخرجة نجوى نجار التي افتتحت «الليالي العربية» في «مهرجان دبي السينمائي» (راجع مقالة الزميل زياد عبد الله في الصفحة المقابلة). تغرف نجوى نجار موضوعها من الواقع الفلسطيني، حيث يقبع آلاف المواطنين في السجون الإسرائيليّة من دون محاكمة. لكنّ ميزة التجربة أنّها تغوص في المعاناة الحميمة لزوجة المعتقل الفلسطيني بصفتها الضحيّة المركزيّة.سيناريو «مرّ الرمان» الذي تدور أحداثه في رام الله، في ظلّ تصاعد همجيّة الاحتلال، يتميّز ببنائه المحكم، ويكاد يفلت من العيوب التي تميّز غالباً هذا النوع من التجارب. ولعلّ نقطة الثقل فيه، نقله صورة حيّة وشبابيّة للواقع المتغيّر، من خلال شخصيّة قمر، الشابة الحالمة التي تهوى الرقص، وتبحث عن فضاء لحريّتها، في مواجهة مجتمع منغلق (تؤدي دورها ياسمين المصري التي مثّلت بإدارة نادين لبكي في «سكر بنات»)، وتطالب زوجها (أشرف فرح) بأن يقدّم تنازلات لسلطة الاحتلال من أجل أن يعود إليها... وتجد حلولاً جريئة للحد من كبتها العاطفي والجسدي. وتشارك في الفيلم الممثلة هيام عبّاس، والمحامية الإسرائيليّة ليا تسيميل التي تؤدي دورها الفعلي كمدافعة عن السجناء الفلسطينيين، وتعترف بعجزها أمام الآلة القانونيّة والإداريّة للاحتلال الإسرائيلي.
فيلم «مرّ الرمّان» الناطق بالعربيّة والإنكليزية والعبرية (إنتاج فلسطيني ـــــ أوروبي)، يعلن ولادة سينمائيّة اسمها نجوى نجار. امرأة شابة تأتي لتنضم إلى موكب السينمائيين الجدد في فلسطين، إلى جانب مواطنتها آن ـــــ ماري جاسر صاحبة «ملح هذا البحر» الذي يعرض أيضاً في دبي (مسابقة المهر للأفلام العربية). مخرجة فلسطينيّة شابة اختارت أن تصوّر الحبّ وشهوة الحريّة والتمرّد الفردي على الطغيان. لنحفظ هذا الاسم، فقد نلتقيه مراراً في المستقبل القريب!