نجوان درويشفي الجانب المعرفي الذي يتناوله «أن تكون بلجيكياً»، كانت القصص المختلفة حول أصل إطلاق صفة «البلجيكي» على الفلسطيني في الأردن جد مغرية للتحليل. كيف تخترع المجتمعاتُ «بلجيكييها» أو «بلاجكتها»؟ كيف تعمل الهوية كمفرّغ وهمي لاحتقانات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية؟ ما معنى أن تكون فلسطينياً وما معنى أن تكون بلجيكياً؟ ما معنى الهويات وكيف ينقلب بعضها إلى أقفاص وذرائع للاعتداء على «هوية» أخرى... وأسئلة كثيرة وددنا أن تكون مقاربتها من خلال تجارب الكتاب. كان المنطلق أنّه من خلال المكاشفة والاعترافات المرحة، يمكن تحويل ما يبدو مُركّباً عُنفياً وتأزيمياً في مسألة الهوية إلى مُركّب ايجابي ومنطقة مشتركة؛ ننطلق منها لمواجهة عواقب صمت وكبت المناطق المأزومة في الذات الجماعية التي كثيراً ما تتسرب إلى نسيج الهوية.
«فلأعترف بمَرَح، قبل أن أُساق لأَعترف وقد فقدتُ مرحي» يقول نوري الجراح في «حدائق هاملت»... فلنتأسّ بهذه الفكرة، نحن الذين يبدو المرح الشجرة الوحيدة التي لم تسرق بعد من حديقتنا...