صُوِّر قبل ستّ سنوات، وعُرِض على محطات أجنبية ودبلج إلى الفارسيّة والتركيّة والإيطاليّة: الدراما المحلية الدينية التي كتبها شكري أنيس فاخوري... بقيت طويلاً حبيسة أدراج المحطة، فلماذا قررت إطلاقها اليوم؟
باسم الحكيم
بعد نحو ست سنوات على تصويره، نفذت LBC وعدها، وبدأت أول من أمس عرض أولى حلقات مسلسل «السبيل» للكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرج غابي سعد. وكانت المحطة قد أنتجته بنظام المنتج المشارك مع الفضائيّة الدينية Sat 7. هكذا، سيتاح للمشاهد اللبناني، ولو بعد حين، متابعة الدراما الاجتماعيّة الدينيّة التي عرضتها قناة Sat 7، أكثر من مرّة في السنوات الماضية، كما عرضتها شاشات LBC الموجهة إلى أوروبا وأميركا وأوستراليا. بينما ظلت النسخة الخاصة بالـLBC الأرضيّة حبيسة الأدراج، بحجّة أنها «غير صالحة تقنيّاً للبث قبل إعادة ترتيبها». وإذ بالمحطة أفرجت أمس عن نسختها، وبدأت بعرض العمل الذي يقع في 52 حلقة أساساً. وهو سيمتدّ هنا إلى 63 حلقة لـ«ضرورات إعلانيّة»، وخصوصاً أن عرضه يتزامن مع فترة الأعياد، وهو موسم إعلاني بامتياز على شاشة LBC.
تنطلق أحداث مسلسل «السبيل» في أجواء ميلاديّة، ولا يبدو أن نمط شخصياته سيكون بعيداً عن ذلك الذي نتابعه في بقيّة الأعمال الدينيّة التي أنتجها وتنتجها Télé Lumière. إذ نجد صراعاً بين شخصيّات شريرة بالمطلق في مقابل شخصيّات خيّرة بالمطلق. ويعزو فاخوري هذا الأمر إلى ضرورات اللعبة الدراميّة، سواء في الدراما الاجتماعيّة أو الدينيّة. ويشير إلى أنه حاول الابتعاد عن الخطاب المباشر.
تدور الأحداث في شق كبير منها داخل أحد المستشفيات، حيث يعمل جرّاح القلب سليم فرح (يؤدي دوره ألكو داوود). وهو طبيب متعجرف ومغتر بنفسه، لا يملك أي شعور بالنخوة أو الإنسانيّة. ويضيء العمل على الصراع الذي يعيشه مع زوجته الطبيبة النفسيّة رندة (نهلا داوود). وهي امرأة تهتم بشؤون منزلها وعائلتها، وترفض أن تخرب بيتها رغم علمها بملاحقة زوجها الدائمة للنساء. وستحاول رندة الأم، متابعة مشاكل أبنائها الثلاثة، وخصوصاً بعدما تتورط ابنتها في علاقة غير شرعيّة تؤدي إلى حملها، ويدخل ابنها عالم المخدرات. وتنقلب حياة الطبيب تماماً، عندما يدخل عليها الشاب الفقير فريد الذي يعاني مشكلة في قلبه. فيلجأ إلى الطبيب لمعالجته، في مقابل أن يعمل بستانيّاً عنده. وهنا، يبدأ هذا الأخير بتغيير حياة العائلة والمحيطين بها، ويرشد أفرادها إلى طريق الصواب.
وتظهر في العمل أيضاً رندة حشمي في دور امرأة، أوصلها تخلي الطبيب سليم فرح عنها، بعدما عشقته... إلى حافة الانهيار العصبي. وقد يعيد دور حشمي هنا إلى الأذهان، شخصيتها في «امرأة من ضياع» التي سرعان ما تخلت عنها، ودفعتها إلى الانسحاب من العمل. كما تطل ريتا برصونا في دور الممرضة سميرة التي تتورط بعلاقة غير شرعيّة مع الطبيب.
يرصد فاخوري في «السبيل» نماذج إنسانيّة مختلفة. وهو، بعدما أضاء على شخصيّات مثليي الجنس في مسلسلي «نساء في العاصفة» و«امرأة من ضياع»، سيتناولها هنا مجدداً «بجرأة غير مجانيّة» كما يقول. إذ يقدم شخصية شاب مثلي جنسياً ويعاني اضطرابات نفسيّة تقوده إلى الإدمان على المخدرات (يؤدي دوره شادي حداد). يُمثّل العمل الذي دُبلِجَ إلى اللغات الفارسيّة والتركيّة والإيطاليّة، وعُرِض على محطات غربية، امتحاناً جاء متأخراً ست سنوات لأبطاله، وبينهم الزوجان ألكو ونهلا داوود. فألكو شارك بعد «السبيل» في مسلسلات عدة كـ«ابنتي» و«غريبة» من سلسلة «حكايات»، ثم في «جيران» و«امرأة من ضياع». فيما سطع نجم نهلا في رمضان مع مسلسل «ورود ممزقة» للمخرج إيلي معلوف. كما يطلّ في العمل جهاد الأندري الذي تفرّغ كلياً منذ ذلك الحين، للمشاركة في الدراما السوريّة مع المخرج نجدت أنزور بصورة خاصة. أما بالنسبة إلى ريتا برصونا، فهي اشتهرت ـــ بعد «السبيل» بمدة ـــ بدور «الغنوجة»، وغنت بصوتها أغنيات عدة لمسلسل وفيلم «غنوجة بيا» ثم فيلم «ليلة عيد»، (علماً بأنها في هذا العمل ستغني أيضاً). وتتوزع بقيّة الأدوار بين رينيه غوش وجناح فاخوري وكمال الحلو وميرنا مكرزل وبيار داغر ووداد جبّور وسواهم.
وعلى رغم أن LBC أفرجت عن «السبيل»، فهي تُبقي في أدراجها مسلسل «بلا نجوم» للكاتب كميل سلامة، لأجل غير مسمى. من جهة أخرى، يبدو أن أعمال الكاتب شكري أنيس فاخوري ستكون الأكثر انتشاراً على الشاشات المحليّة في المستقبل القريب. ففيما يعيد تلفزيون لبنان سلسلة «العواصف» حتى إشعار آخر، وتعرض LBC «السبيل». تتحضّر هذه الأخيرة لعرض حلقات «خطوة حب» من سلسلة «حكايات» (إخراج فيليب أسمر) مع عمار شلق ونادين نجيم في مطلع العام الجديد، وستتبعها بخماسيّة «البرج الثالث عشر» (إخراج كارولين ميلان) مع جوزيف بو نصار وتقلا شمعون من السلسلة نفسها.
يومياً 18:00 على LBC