«وصلت للتسعة وتسعين» بإخراج عمر ميقاتيباسم الحكيم
شوشو يعود على خشبة قصر «فرساي» في الحمرا. المسرح الذي احتضن أعمالاً عدّة في الماضي، سيعاد افتتاحه أمام الجمهور اعتباراً من هذا المساء، ليستقبل النسخة الثانية من مسرحيّة «وصلت للتسعة وتسعين» ـــــ في إشارة إلى 99 نائباً كان يضمّهم مجلس النواب ـــــ بعد 35 عاماً على عرضها للمرّة الأولى. ويشارك في العمل ولدَا الراحلَين حسن علاء الدين (شوشو) والمخرج نزار ميقاتي.
هكذا، يجتمع خضر علاء الدين (ممثلاً ومساهماً في الإنتاج) وعمر ميقاتي (مخرجاً)، من أجل توجيه تحيّة إلى شوشو ـــــ وعبره إلى ميقاتي ـــــ بعد أربعة عقود على انطلاقة المسرح الوطني... فإذا بهما يمنحان جمهور الشباب الذي يعرف شوشو بالاسم فقط، فرصةً للتعرف إلى أحد أعماله الناجحة. وكان شوشو قد أطلّ عام 1973 في المسرحية مع هند طاهر وشفيق حسن وزياد مكوك وسمير معلوف وخالد السيّد بمشاركة المطرب عصام رجّي، وبإدارة المخرج محمد سلمان. العمل الذي تبدأ عروضه الجماهيريّة هذا المساء، ويؤجل افتتاحه الرسمي إلى الأسبوع المقبل، هو باكورة الأعمال المسرحيّة التي سيعاد إحياؤها في الفترة المقبلة، ويؤدي بطولتها بنسختها الجديدة خضر علاء الدين الذي سبق له تقديم مسرحيّتي «آخ يا بلدنا» و«جوّا وبرّا» قبل نحو عشر سنوات. لا يتردّد علاء الدين الابن في تفسير سبب اختيار هذه المسرحية، فـ«هي تنطبق على الوضع الراهن الذي نعيشه في هذا البلد، لكنّها تتضمن «لطشات آنية» تمّ تعديلها أو استبدالها».
ويتوقّف عند أحداث المسرحيّة التي تدور حول «المعلم شوشو المعمرجي»، المكلّف ببناء مجلس للنواب يضمّ 99 نائباً. وتروي القصة الصراع بينه وبين جاره الثري منير بيك «ملك الخشب وأبو الدولار» (هشام أبو سليمان) الذي أراد أن «يتسلّى» بشوشو، فقرر منحه ألفي دولار يوميّاً، مشترطاً عليه ألّا يصرفها في شراء العقارات. وإذا نجح في المهمة، فسيفوز بمبلغ مالي كبير.
كذلك يعيش «المعلم شوشو» صراعاً من نوع آخر مع صاحب المنزل (هيثم إسماعيل) الذي يسكن فيه، بسبب عدم تسديد مستحقّات الإيجار، هذا بالإضافة إلى صراعه مع زوجته (ديانا إبراهيم)، وهي المرأة التي تبدو قويّة ومتسلّطة، ولكنّها ضعيفة أمام زوجها، وعاجزة عن فرض شروطها وأوامرها حتى على ابنتيها منى (بولين حدّاد) وإلهام (شادن أبو دهن). يشارك في المسرحيّة أيضاً ناجي شامل، ابن الكاتب الراحل محمد شامل، في شخصيّة عجاج الرجل البسيط الذي تستغله احتشام (تؤدي دورها أيضاً بولين حدّاد). كما يظهر خالد السيد الذي شارك في النسخة الأولى من المسرحيّة قبل ثلاثة عقود ونصف في الدور نفسه الذي جسّده سابقاً، إضافة إلى دور السفير في الفصل الثاني. يلفت علاء الدين إلى أنّ «المسرحيّة تحكي قصة البلد، وتحاول أن تثبت أنّ المال ليس مصدر السعادة، ولا يمكنه صنعها».
يفاخر الابن بشخصيّة والده، «شوشو هو كأيّ شخصيّة اشتهرت في التراث الأميركي والأوروبي والإنكليزي، ويجب أن تظلّ مسرحياته في الذاكرة ويعاد تقديمها، تماماً كما يحصل مع مسرحيّات موليير التي لا تغيب عن خشبة المسرح الفرنسي مع ممثّلين مختلفين كل مرة، وكلّ منهم يؤدّي الأدوار بروحه وإحساسه وعلى طريقته، وهذا ما أفعله أنا في هذا العمل». ويصرّ على أنّ صورة والده على المسرح مختلفة تماماً عن تلك التي عرفه فيها الجمهور في التلفزيون والسينما.
من جهته، يراهن عمر ميقاتي على شخصيّة خضر علاء الدين، لأنّه «مثقّف مسرحيّاً، واشتغل على ليونة جسده، فضلاً عن اعتماده على موهبته الفطريّة والمكتسبة»، مشيراً إلى أن «شوشو تحول إلى شخصيّة فولكلوريّة، وأعماله لن تموت، ولا شك في أنّه سيأتي أشخاص آخرون ليقدموا أعماله بعد سنوات طويلة.
تختتم المسرحيّة بأغنية «بهالبلد ياما في ناس» التي أدّاها شوشو بصوته، بينما ستُحذف أغنية «شدوا الهمة» التي غنّاها الراحل عصام رجّي. ويلاحظ أخيراً أنّ ميقاتي أسند إلى بعض الممثّلين شخصيّتين بدلاً من واحدة، وذلك... حصراً للنفقات.

20:30 مساء كل يوم حتى 18 كانون الثاني (يناير) المقبل ــ قصر «فرساي» (الحمرا) ــ للاستعلام: 01/739860


بين التلفزيون والمسرح والسينما

في تموز (يوليو) الماضي، تذكّرت الأوساط الإعلاميّة فجأة الفنّانة فريال كريم لمناسبة مرور عقدين على رحيلها. الأمر نفسه حصل مع شوشو منذ ثلاث سنوات في ذكراه الثلاثين. وها هي ذكراه الـ33 تمرّ بصمت. لا أحد يتذكّر عطاءاته في التلفزيون، بينها «المشوار الطويل» و«يا مدير» و«شارع العز»، والسينما، وبينها «سيدتي الجميلة» و«شوشو والمليون»، وكذلك مسرحياته الـ24، منها: «آخ يا بلدنا» و«فرقت نمرة» و«ورا البرافان» و«البخيل» و«الأستاذ شوشو» و«الدكتور شوشو» و«كافيار وعدس». وإذا كانت الصحافة تتذكّر الراحلين بين الحين والآخر، فإنّ الفنّان لا يعني للدولة أكثر من درع تكريمية تعلَّق على نعشه، في ظل عدم إقرار قوانين تحميهم. لكن هل يليق بدولتنا أن تُردّ دروعها التكريميّة مع الشكر، كما حصل في جنازة الراحلة ليلى كرم؟

«الحق عالطليان» قريباً


في عام 1965، اجتمع شوشو والمخرج نزار ميقاتي معاً، وأسّسا «المسرح الوطني». وبعد 43 عاماً، يلتقي ولداهما خضر وعمر في محاولة لتكرار التجربة الناجحة. وبعد «وصلت للـ99»، يعدّ الثنائي لإعادة مسرحيّة «الحق عالطليان»