الفضائيّة القطريّة تستعيد سيرة المناضلة المعروفة. فيلم أمجد المالكي يجمع بين الوثائقي والروائي، ويشتمل على شهادة الناجيَين الوحيدَين من أشهر عمليّة فدائيّة في تاريخ الثورة الفلسطينية
ليال حداد
لنعد ثلاثين عاماً إلى الوراء، وتحديداً إلى يوم 11 آذار (مارس) عام 1978: 13 فدائياً، بينهم فتاة واحدة ينطلقون من شاطئ صور، جنوب لبنان باتجاه فلسطين المحتلّة على متن زورقين مطاطيَّين. يتوهون في البحر ليصلوا بعدها إلى جنوب حيفا، ثم تندلع المواجهات مع الجنود الإسرائيليين، وصولاً إلى تل أبيب... إنّها عمليّة «كمال عدوان» التي قادتها الشهيدة الفلسطينيّة دلال المغربي.
اليوم، بعد مرور ثلاثة عقود على العمليّة التي صُنّفت بالأبرز في تاريخ الثورة الفلسطينية، اختار المخرج الفلسطيني أمجد المالكي، إعادة إحيائها من خلال شريط «جمهورية دلال» الذي يُعرض الليلة على قناة «الجزيرة» الفضائيّة ضمن برنامجها «تحت المجهر».
الشريط الوثائقي الذي يعرض صوراً وتفاصيل جديدة ويعيد تركيب مسرح العمليّة ووقائعها، بدأ العمل الفعلي على تصويره في تموز (يوليو) الماضي، في منطقة جونية في لبنان. لكنّ «فكرته كانت موجودة قبل بدء الحديث عن عملية تبادل الأسرى الأخيرة، لكنّها لم تكن قد تبلورت بوضوح» يقول المالكي في حديث مع «الأخبار».
يروي العمل الذي يُعرض للمرة الأولى، المراحل التي مرّت بها العمليّة، مستعيناً بشهادات الناجيين الوحيدين منها، وهما: الفلسطينيان حسين فياض وخالد أبو إصبع، «ويركّز على السياق السياسي الذي أُجريت فيه» يوضح المالكي. كما يضيء على السيرة الشخصيّة لـ«رئيسة فلسطين»، كما سمّاها الشاعر نزار قبّاني من خلال حديث مع والدتها التي لا تزال تنتظر جثمانها حتى اليوم.
لم يكن التصوير سهلاً، «العملية أساساً كانت صعبة في البحر، وسوء الأحوال الجوية شكّل عائقاً رئيساً بالنسبة إلى الفدائيين». لكنّ المالكي يصرّ على شكر الجيش اللبناني «الذي ساعدنا كثيراً. ولولاه، لكان العمل أصعب بكثير».
لكن لماذا وقع الاختيار على المغربي (تقوم بدورها الممثلة الفلسطينية اللبنانية لارا أبو سعفان) دون غيرها من الشهداء؟ يأتي الجواب بديهيّاً للمالكي «دلال كانت أول امرأة تنفّذ عمليةً من خارج فلسطين المحتلة، وكان لهذه العملية وقعٌ خاص»، ولعلّ ما زاد من هذا الوقع، الصور التي وزّعت على الإعلام العالمي، وتظهر إيهود باراك وهو ينكّل بجثتها بعد استشهادها. هكذا، بعد اكتفاء العالم بالرواية الإسرائيلية التي صوّرت المغربي ورفاقها كإرهابيين، ها هي أول فضائية عربية تقدّم رؤيةً مختلفة. لكن هل سينجح المالكي في عمله أم سيقع في أخطاء تاريخية وفنيّة؟ الجواب ترقّبوه الليلة.

الليلة 19:05 على «الجزيرة»