محمد خيرعلى الرغم من أنّ عام 2008 لم ينته بعد، فإنّ كتاب «كيف تبيع أي شيء لأي إنسان» الصادر قبل أيام عن «دار الشروق» القاهرية، يحمل عبارة «طبعة 2009»! ربما تأثراً بمهارات في البيع والتسويق يعرضها الكتاب الذي يختلف عما عداه من الأعمال الشبيهة. إذ إنّ مؤلّفه جو جيرارد هو أعظم رجل مبيعات في التاريخ. وقد أُدرج اسمه في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسيّة أنّه استطاع بمفرده بيع أكثر من 13 ألف سيارة لعملاء أفراد بنظام التجزئة. الكتاب الذي ترجمه أحمد عبد الوهاب، ليس مجرد كتاب آخر «من التي لم يمارس مؤلّفوها على أرض الواقع سوى بيع كتبهم» كما يقول جيرارد، بل هو كتاب لأهم من مارس البيع اليومي المباشر «واحدة بواحدة، رجلاً لرجل، وجهاً لوجه».
«لا تعملوا باجتهاد»! ينصح المؤلف قرّاءه. فالعمل هو عملية تحتوي باستمرار على خطوات مجدية وغير مجدية، لذا فإن الأهم هو أن «تعملوا بذكاء». النجاح في أي مجال لا يأتي من خلال «ترديد عبارات سحرية أمام المرآة»، بل من خلال «الاستخدام المتواصل للموارد الذهنية»، وهو عملية لا تنتهي أبداً، بل تبدأ من جديد في كل لحظة. المدهش أنّ المؤلف لم يكن من رجال المبيعات الذين «ولدوا رجال مبيعات»، بل تعرّض لصعوبات هائلة في حياته العملية حتى أشهر إفلاسه في سنّ الـ35. أمّا نجاحه الكاسح فيما بعد، فسببه ببساطة أنّه «لا حاجة بك إلى أن تكون عبقرياً».
أبرز نقاط الكتاب هي قاعدة المبيعات التي سميّت باسم المؤلف. قاعدة «250 جيرارد» التي تفصح عن العملية التي اكتشف من خلالها أنّ لكل شخص عدداً من الأشخاص الذين يدورون في مجاله الحيوي، ومتوسّط هذا الرقم هو 250 شخصاً. يعني هذا ببساطة أنّ خسارة عميل واحد يعني خسارة 250 عميلاً محتملين، و«لو كنت أسيء معاملة شخصين أسبوعياً، لأَصبح هناك 70 ألف شخص يملأون ملعباً كاملاً، يدركون أمراً واحداً: ألا يشتروا سيارة من جو جيرارد»!
رغم أنّ الكتاب الأصلي صدر منذ أكثر من 30 عاماً، لكنّه من النوعية التي لا تتأثر تقريباً بمرور الزمن. إذ إنّ نصائحه وتعليماته والمهارات التي يشرحها ــــ فضلاً عن أنّها يمكن أن تفيد كثيرين لا فقط رجال المبيعات ــــ هي في معظمها قواعد عامة يمكن ترجمتها بسهولة إلى لغة العصر وإمكاناته الحديثة. وهو يعرف كيف يصيغ عبارات سلسة ومميزة تضفي المزيد من الجاذبية على 250 صفحة قسّمت إلى 20 فصلاً.