فاطمة داوود“العيد للأولاد»، لكنّ مصمّمي الأزياء في العالم أدركوا أهمية الالتفات إلى هذه السوق على مدار السنة. هكذا، منذ سنوات، أولوا أزياء الصغار اهتماماً خاصاً، فنظّمت أكثر من دار عروضاً خاصة لإطلاق مجموعاتها مثل «كالفين كلاين» و«كريستيان ديور» و«برادا» و«باردا» و«مس بلومارين» و«مس غرانت”... كل ذلك أسهم أخيراً مباشرة في تطوّر سوق الملابس المخصصة للصغار، ودفع بالعديد من الماركات العالمية إلى البحث عن مصممين أكفاء. لكن رغم كل المحاولات، لم تفلت موضة الصغار من محاكاة الموضة العالمية. هكذا، طرحت ماركة «رالف لورين» فساتين كلاسيكيّة تحاكي سيدات المجتمع لكن بقصات منمنمة، وقدمت مروحة من سترات «التويد» وكنزات الكشمير لمزيد من الدفء في ليالي البرد القارس.
وفي المقلب الآخر، اندفعت ماركات مثل «مارك جاكوبس» و«كلوي» إلى إمتاع الصغار بملابس مفعمة بالألوان الصارخة، لكن ضمن إطار الكلاسيكية. وهنا أيضاً بدت التصاميم شبيهة بأزياء الكبار لاعتمادها قصات مستقيمة وتصاميم بعيدة عن المزركشات والكشاكش. مجموعات خريف وشتاء 2009، تميزّت بالتنوّع الكبير، وخصوصاً بعدما أضافت دور أزياء عريقة تصاميم مبهرة مثل جورجيو أرماني «مجموعة أرماني بيبي» و«روبيرتو كافالي» مع مجموعة «ملائكة كافالي» و«موسكينو»، إضافة إلى روائع «ديور» و«بيربيري». الطابع العام لكل تلك المجموعات جاء واضحاً، كونه ينضح بنفحات الطفولة البريئة على رغم كلاسيكيتها، بعدما أرفقت بالأشرطة اللمّاعة وطبقات الكشاكش الناعمة. أما للسهرات والحفلات والأعياد، فقد خصّصت مجموعة من الفساتين الفضفاضة والبذلات الرسمية أيضاً. ولم يعد مستغرباً أن تشتري طفلة فستاناً رائعاً من ماركة «ميسوني» العالمية بمئة دولار فقط لا غير، في ظلّ الخفوضات السائدة اليوم في باريس وأميركا.

أسعار خيالية على أبرز الماركات العالمية



وسط كلّ التحديات التي تواجهها صناعة الأزياء الراقية اليوم، لم يكن ينقص سوى الأزمة الاقتصاديّة التي بدأت تهدد أعرق الدور العالمية

جنون الأزمة المالية



وسط الحديث عن الانهيارات التي يعيشها العالم بسبب الأزمة المالية، قد يبدو الحديث عن انخفاض مبيعات ملابس الخياطة الراقية والجاهزة لدور الأزياء العالمية ساذجاً بعض الشيء. فمن يكترث لشراء فستان موقّع من «دولتشه أند غابانا» أو «كريستيان ديور» وهو مهدد بفقدان وظيفته نهاية الشهر؟ لكن في المقابل، هناك من يستغل الخفوضات لتحقيق حلم كان بعيد المنال منذ فترة وجيزة. هكذا، تمكنت نساء كثيرات من شراء فساتين بـ200 دولار من ماركة «غاليانو» وبـ400 دولار من «جان بول غوتييه» حتى أصبحن في مصاف الأثرياء وشاطرن سيدات المجتمع المخملي هذه المتعة، من دون ترددّ. الماركات التي أعلنت الخفوضات بخفر شديد كي لا تهتزّ صورتها الرصينة أو تتداعى أرباحها حول العام هي «برادا» و«غوتشي» و«الكسندر ماكوين» و«جيانفرانكو فيري» و«أرماني»... وقد وصلت بعض قطع الملابس الجاهزة إلى 30 و40 دولاراً أميركياً. أما الصدمة الإيجابية فجاءت من دار «جان لوي شيرير» الذي أعلن عن خفوضات وصلت حدود 60 في المئة على فساتين السهرة الراقية.
ومن أوروبا إلى بيروت حيث بدا الأمر مشابهاً. وقد طرح أحد المتاجر الكبرى شرق بيروت أسعاراً خيالية على أبرز الماركات العالمية تراوحت أسعارها بين 30 و200 دولار أميركي حدّاً أقصى.
المصمم اللبناني طوني ورد تحدّث إلى «الأخبار» عن الأزمة معلّقاً على حالة الجنون هذه: «دور الأزياء العالمية ستتأثر حتماً بما يجري، وكذلك المصممون الذين يعتمدون على سوق واحد سيصابون بالخيبة. لذا، استشعرتُ خطورة الأمر منذ فترة وبحثت عن أماكن متعددة. أخيراً، توجهّتُ إلى روسيا وكازاخستان وتركمانستان حيث فُتحت الأسواق للتوّ على الاقتصاد الحرّ، فيما هناك تخوّف كبير من أسواق الخليج».
هل ستقف الأزمة عند هذا الحد أم ستجر معها إلى الهاوية دور الأزياء العريقة وتقودها إلى الإفلاس؟ الإجابة برسم الأيام والجردات المالية المرتقبة بداية العام المقبل!

عروضٌ ملوّنة واحتفاء بالأنوثة الصارخة



تشكيلات هذا الموسم مهداة لكل النساء: داني أطرش أطلق متجره في وسط بيروت للشابة المنطلقة. أما ريما بحصلي، فقدّمت تشكيلتها للمرأة الجريئة... من دون مبالغات

«المهندس» داني أطرش



بعد تريّث وترقب، أقدم المصمم اللبناني داني أطرش على افتتاح متجره الأول في وسط بيروت. «البوتيك» الذي يضمّ مجموعة الملابس الجاهزة D By Dany Atrach مثّل تحدياً حقيقياً لما تمرّ به مهنة تصميم الأزياء من عثرات نتيجة ضغوط الأزمة المالية العالمية.
والمجموعة التي طرحت في المتجر الجديد ضمّت تصاميم، توجّه فيها أطرش إلى الشابة المنطلقة والمتحررّة، وخصوصاً تلك التي تعشق التسوّق. وقد تنوّعت بين الفساتين الطويلة والقصيرة، إضافة إلى السروال والقميص. وكلّها جاءت على أقمشة متهدّلة كـ«الموسلين» و«الساتان». وقد طُعّمتْ بالأكسسوارات اللّماعة كـ«الترتر» الملوّن. أما الألوان، فقد طغى عليها الأسود إلى جانب الزهري والأصفر والأبيض.
أطرش لم يغفل فساتين السهرة الراقية لمناسبات الأعياد في الميلاد ورأس السنة، فقدم مجموعة من تصاميم الـ«هوت كوتور» بعنوان Structure. فيها، استلهم من عالم الأرقام إيحاءاته، واستخدم مساطره وأقلامه ليدوزن الأشكال على مقاسات الجسد، ورسم خرائط هندسيّة مع إضفاء لمسات مفعمة بالأنوثة والنعومة.
35 قطعة مميزة كرّست أسلوب المصمم الجديد في عالم الأزياء. كما برزت فيها الورود بكثرة لتكسر حدّة الشكل الهندسي القاسي والجامد، وتمنح الفستان روحاً مبتكرة من خلال رونق الأكمام الراقي. أما في الجزء السفلي فتهدّلت الأقمشة بنعومة فائقة.
في مجموعة Structure، راوحت الفساتين بين الألوان المعدنية والألوان الشتائية الدافئة، مثل الرمادي والفضي والذهبي والأزرق المعدني. وقد صبّ فوقها مزيجاً من الألوان المتضاربة في فساتين أخرى كالليلكي الممزوج بالفضي، والأسود المسكوك بالذهبي، والخمري الحميمي، والـBois de Rose. أما فستانا الزفاف، فجمعا الكلاسيكية المعاصرة مع التجدد: الأول شغل بقماش المخمل، والثاني خيط من ورق الفضة.

... و«الساحرة» ريما بحصلي



بعد سنوات طويلة من العمل في مجال الملابس الجاهزة («اللوكس») في دول عربية، قررت ريما بحصلي في الآونة الأخيرة دخول عالم الـ«هوت كوتور». وقد استغلّت أسبوع الموضة الفرنسي الذي أُقيم أخيراً، لتكشف النقاب عن مجموعة ربيع وصيف 2009، إلى جانب أهمّ الأسماء الفرنسية وأبرزها.
تشكيلة بحصلي تميّزت بالألوان الصارخة كالفوشيا والأحمر والنيلي، إضافة إلى مجموعة ألوان «الباستيل» كالزهري والأصفر والأزرق السماوي. أما الأبيض فقد كان سيد العرض، وبرز تدرّجه الناصع الممزوج مع لمعان اللون الذهبي.
انتهجت المصممة اللبنانية في تشكيلتها أسلوب السهل الممتنع، من دون مبالغة أو تعقيد. وقدّ ركزت عموماً على القسم الأعلى من الفستان عند الكتف أو الصدر حتى الخصر، ثم تركت القماش يهدل إلى الأسفل ليتموج ويتمايل عند كل حركة تقوم بها العارضة. واعتمدت على «الموسلين» و«الكريب» و«التفتا»، مبتعدةً عن «الدانتيل» وحتى «الغيبور» الذي طغى على مجموعتها في الموسم الماضي. كما شدّدت على التطاريز، إما على الحواشي أو زوايا الفساتين، من خلال شكّ أحجار «الشواروفسكي» و«الستراس» لمزيد من السحر والغموض.
طغت على المجموعة الفساتين الطويلة التي اشتدّت عند الصّدر، وما دونه ثم أسدلت على الوركين إلى الأسفل، وما زاد في تفرّدها اعتماد القصات الانسيابية على الكتفين، فاتخذّت شكل H وY وV، إضافة إلى الأشكال البيضاوية التي منحت الصدر حجماً أكبر. وقد برز فستان قصير أبيض مع صدارية ذهبية من قماش «الكريب»، عُقدت عند صدره ربطة عريضة. وحصد تصميم آخر باللونين الفوشيا والقرميدي الفاتح، إعجاب الحاضرين.
وبعد باريس، تعرض بحصلي مجموعتها في عدد من العواصم العالمية.


نانسي عجرم «منوّرة»

خلال حفلة تسلّمها جائزة «ميوزيك أوارلد» في موناكو، ظهرت الفنانة نانسي عجرم بثوب فضّي قصير بلغ حدود الركبتين، اشتد عند الخصر بواسطة حزام من القماش ذاته، وأُردف بربطة صغيرة على الجانب فبدت كنجمة متألقة في ليلة حالكة.
نانسي أحسنت اختيارها هذه المرّة، وعساها تنتقي دائماً مثل هذه الاختيارات، لأنّها أحياناً تخفق بانتقاء تصميم يتلاءم مع المناسبة التي تظهر فيها.

إيمان V/S هايدي كلوم

رسا الاختيار على العارضة الصومالية، إيمان، لتقديم برنامج «بروجيكت رانواي» النسخة الكندية، وهو البرنامج الذي يتسابق فيه 12 مصمماً على جائزة بمبلغ 100.000 دولار تساعد الفائز على بدء حياته العملية والانطلاق إلى الشهرة والعالمية. وتجد إيمان نفسها أمام تحد كبير، وخصوصاً أنّ النسخة الأميركية التي تقدّمها زميلتها العارضة الألمانية، هايدي كلوم، تحقق الكثير من النجاح.

هالة سرحان: محاربة رومانيّة

بعد غياب ملحوظ عن الساحة الإعلامية، أطلّت الدكتورة هالة سرحان في حفلة افتتاح «أتلانتس» في دبي. وقد اختارت فستاناً باللون الأحمر من مجموعة المصممة السورية هويدا بريدي. الفستان باللون الأحمر وقماش الساتان، وقد كشف عن نصف الكتف بينما غطّى الجهة الأخرى، عساه يعكس إطلالة المحاربة الرومانية. سرحان بدت جريئة بهذا الاختيار، وهو ما عكس شخصيتها الحقيقية بعدما عرفت باقتحامها أكثر المواضيع حساسية في برامجها المنوّعة.

بسّام نعمة... «صحّ النوم»

يستعد المصمم بسّام نعمة لتقديم أول عرض أزياء خاص به في بيروت. ومن المتوقع أن ينظم العرض خلال شهر آذار (مارس) المقبل بحضور حشد فني وإعلامي كبير، وخصوصاً أنّ نعمة قد اقتحم عالم تصميم الأزياء منذ ثلاثين عاماً، وعمل بصمت ومثابرة لتحقيق النجاحات المتتالية. ولعل أبرز الإنجازات التي نفّذها كان تصميمه ملابس الممثلين في مسرحية «صحّ النوم» ما عدا السيدة فيروز التي تولّى تصميم ملابسها المصمم إيلي صعب. وكوّن نعمة ثنائياً ناجحاً مع الفنانة نجوى كرم.