القاهرة | الغموض كان سيّد الموقف. الأنباء تقول إن قراراً من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صدر بالعفو عن بيتر غريستي، الصحافي الأسترالي في قناة "الجزيرة" القطرية، والمتهم مع زميليه محمد فهمي الذي يحمل الجنسيتين المصرية والكندية، وباهر محمد مصري الجنسية، بنشر أكاذيب لمساعدة "منظمة إرهابية" في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين. القضية معروفة إعلامياً بـ "خليّة الماريوت"، وحكم على الثلاثة في حزيران (يونيو) الماضي بالسجن لفترات تراوح بين سبع وعشر سنوات.
الغموض كان واضحاً كأنّ الدولة لا تريد لأحد أن يعرف. فالأنباء تردّدت منذ أول من أمس عن قرار وقعه السيسي بالعفو عن غريستي، لكن لا أحد يؤكّد أو ينفي المعلومة التي إنتشرت بشكل واسع بين روّاد الفايسبوك والنشطاء الحقوقيين إلى أن أكّدت "وكالة أنباء الشرق الأوسط" (الوكالة الرسمية للدولة) الخبر وبثّت عصر أمس. القرار لم يشمل سوى غريستي، وإعتمد السيسي في قراره على قانون "عفو الرئيس عن المحتجزين الأجانب في مصر" الذي أقرّ في عهده في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. علماً أنّ القانون يسمح لرئيس الجمهورية بمنح العفو "... بناء على عرض النائب العام وبعد موافقة مجلس الوزراء على تسليم المتهمين ونقل المحكوم عليهم إلى دولهم، لمحاكمتهم أو تنفيذ العقوبة المقضى بها بحسب الأحوال، متى إقتضت مصلحة الدولة العليا ذلك". وهو ما يعني أنّه يحقّ للرئيس العفو عن المتهمين الأجانب في أيّ درجة من درجات التقاضي وحتى قبل أن يصدر بحقهم حكم نهائي من المحاكم المصرية، بينما هو ملتزم في العفو عن المصريين حين يصدر ضدهم حكم نهائي من المحكمة، وهو ما عطّل خروج الصحافيين المتهمين في القضية نفسها.
وقال مصدر أمني لـ "وكالة أنباء الشرق الأوسط" إن وزارة الخارجية قامت بالتنسيق مع السفارة الأسترالية في القاهرة لحجز تذكرة الطيران للصحافي الأسترالي. وأشار المصدر إلى أن السفارة حجزت له بالفعل تذكرة الطيران على الرحلة المتجهة إلى سيدني عصر اليوم. وكانت محكمة النقض المصرية أمرت في الأول من كانون الثاني (يناير) بإعادة محاكمتهم.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن إجراء اتصالات مكثفة مع الجانب الفرنسي لوقف بث القنوات الفضائية التابعة لجماعة الإخوان. وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن "الوزارة تجري فى الآونة الأخيرة، بتكليف من الوزير سامح شكري، اتصالات مكثفة مع الجانب الفرنسي لاتخاذ اللازم تجاه تلك القنوات في ضوء ما يجمع بين البلدين من علاقات متميزة، ومن أهداف مشتركة تتعلق بمحاربة الإرهاب