عثمان تزغارتمن خلال أربعة أفلام فقط، أنجزها على مدى 15 سنة، تكرّس اسم جيمس غراي في مصاف كبار صنّاع السينما العالمية. ولم يكن أحد يتصوّر أنّ هذا المخرج الذي تحوّل إلى السينما تحت تأثير فرانسيس فورد كوبولا، بعد تجربة واعدة في مجال الفن التشكيلي، سيكون مُقلاً إلى هذه الدرجة. إذ عرف الشهرة والنجاح دفعةً واحدةً، منذ فيلمه الأول «الأوديسه الصغيرة» الذي أخرجه سنة 1994، بعد أشهر قليلة من تخرّجه من معهد السينما في جامعة «ساوث كاليفورنيا». إذ نال عنه جائزة «الأسد الفضي» في «مهرجان البندقية السينمائي»، وحقّق نجاحاً عالميّاً لافتاً بالنسبة إلى مخرج لم يكن آنذاك قد تجاوز الخامسة والعشرين. ما جعل العروض تهطل عليه. لكنّه رفض كل السيناريوهات التي اقتُرحت عليه في هوليوود، وأبرزها فيلم «أعداء مقرّبون» الذي تقاسم بطولته هاريسون فورد وبراد بيت (أُسند إخراجه في ما بعد إلى ألان ج. باكولا)...
استغرق غراي ثلاث سنوات في كتابة سيناريو فيلمه الثاني The Yards، وثلاث سنوات أخرى لتصويره. وحين استكمله أخيراً، في ربيع عام 2000، كانت الأوساط السينمائية قد نسيت، أو تكاد، النجاح الذي حقّقه هذا الشاب النيويوركي المتحدّر من عائلة من المهاجرين الروس، قبل ذلك بستة أعوام، حين قدّم «الأوديسه الصغيرة». وعلى رغم أنّه عاد بخفي حنين من مهرجان «كان»، إلا أنّ النجاح العالمي الذي حقّقه The Yards، سواء على صعيد الحفاوة النقدية أو في شباك التذاكر، كرّس مكانة غراي نهائياً ضمن كبار صنّاع السينما.
لكن كل تلك الشهرة التي اكتسبها، لم تمنعه من الانقطاع عن جمهوره لسبع سنوات كاملة. وهي الفترة التي استغرقها إعداد فيلمه الثالث «الليل ملك لنا» وتصويره ( We Own The Night) الذي تصدّر شباك التذاكر العالمي خلال السنة الماضية.
وفضلاً عن هذا التشدّد في خياراته الفنية الذي جعله مخرجاً إشكالياً ومقلاً، فإن سينما جميس غراي تتسم بنزعة أسلوبية وجمالية هي بلا شك من تأثيرات تكوينه الفني وتجربته السابقة في مجال التشكيل.
ولعل تلك النزعة التشكيلية التي تكتسب رونقها وجمالياتها من العوالم القاتمة والمعذّبة التي تدور فيها أفلامه كلها هي التي جعلت النقاد يلقبونه بـ«فان غوغ السينما».


من خلال أربعة أفلام فقط، أنجزها على مدى 15 سنة، تكرّس اسم جيمس غراي في مصاف كبار صنّاع السينما العالمية. ولم يكن أحد يتصوّر أنّ هذا المخرج الذي تحوّل إلى السينما تحت تأثير فرانسيس فورد كوبولا، بعد تجربة واعدة في مجال الفن التشكيلي، سيكون مُقلاً إلى هذه الدرجة. إذ عرف الشهرة والنجاح دفعةً واحدةً، منذ فيلمه الأول «الأوديسه الصغيرة» الذي أخرجه سنة 1994، بعد أشهر قليلة من تخرّجه من معهد السينما في جامعة «ساوث كاليفورنيا». إذ نال عنه جائزة «الأسد الفضي» في «مهرجان البندقية السينمائي»، وحقّق نجاحاً عالميّاً لافتاً بالنسبة إلى مخرج لم يكن آنذاك قد تجاوز الخامسة والعشرين. ما جعل العروض تهطل عليه. لكنّه رفض كل السيناريوهات التي اقتُرحت عليه في هوليوود، وأبرزها فيلم «أعداء مقرّبون» الذي تقاسم بطولته هاريسون فورد وبراد بيت (أُسند إخراجه في ما بعد إلى ألان ج. باكولا)...
استغرق غراي ثلاث سنوات في كتابة سيناريو فيلمه الثاني The Yards، وثلاث سنوات أخرى لتصويره. وحين استكمله أخيراً، في ربيع عام 2000، كانت الأوساط السينمائية قد نسيت، أو تكاد، النجاح الذي حقّقه هذا الشاب النيويوركي المتحدّر من عائلة من المهاجرين الروس، قبل ذلك بستة أعوام، حين قدّم «الأوديسه الصغيرة». وعلى رغم أنّه عاد بخفي حنين من مهرجان «كان»، إلا أنّ النجاح العالمي الذي حقّقه The Yards، سواء على صعيد الحفاوة النقدية أو في شباك التذاكر، كرّس مكانة غراي نهائياً ضمن كبار صنّاع السينما.
لكن كل تلك الشهرة التي اكتسبها، لم تمنعه من الانقطاع عن جمهوره لسبع سنوات كاملة. وهي الفترة التي استغرقها إعداد فيلمه الثالث «الليل ملك لنا» وتصويره ( We Own The Night) الذي تصدّر شباك التذاكر العالمي خلال السنة الماضية.
وفضلاً عن هذا التشدّد في خياراته الفنية الذي جعله مخرجاً إشكالياً ومقلاً، فإن سينما جميس غراي تتسم بنزعة أسلوبية وجمالية هي بلا شك من تأثيرات تكوينه الفني وتجربته السابقة في مجال التشكيل.
ولعل تلك النزعة التشكيلية التي تكتسب رونقها وجمالياتها من العوالم القاتمة والمعذّبة التي تدور فيها أفلامه كلها هي التي جعلت النقاد يلقبونه بـ«فان غوغ السينما».