strong>محمد خيررغم أنّه كان عاماً شاباً شهد ازدهاراً لأعمال الأدباء الشبان، إلا أنه بدأ وانتهى بملمَحين ستينيين. إذ استقبل جمهور الأدب عامه بخبر فوز بهاء طاهر بالنسخة الأولى من جائزة «بوكر» العربية، ثم انتهى العام بترشح محمد البساطي بروايته «جوع» إلى القائمة القصيرة للجائزة. في المقابل، اقتنص حمدي أبو جليل وروايته “الفاعل” جائزة نجيب محفوظ، وهو فوز له دلالتان: الأولى تكرار ذهاب الجائزة لكاتب شاب للعام الثاني على التوالي (فازت بها المصرية أمينة زيدان العام الماضي) وهو نفسه ما يؤدي إلى الدلالة الثانية: كسر قاعدة غير مكتوبة كانت تقضي بتبادل الجائزة سنوياً بين كاتب مصري وآخر عربي. لكنّ مكاسب الروائيين الشبان لا تتوقف على جائزة أبوجليل. إذ تنافست على التوزيع أعداد كبيرة من الروايات الشابة، أهمها «سرير الرجل الإيطالي» لمحمد صلاح العزب، «هدوء القتلة» لطارق إمام، إضافةً إلى أعمال بارزة لأجيال الوسط أبرزها «أحمر خفيف» لوحيد الطويلة مقابل غياب نسبي لرويات الأجيال الأكبر، باستثناء صنع الله إبراهيم الذي انفرد بتقديم روايتين هذه السنة هما «العمامة والقبعة» و«القانون الفرنسي». واستمر غياب الشعر رغم إقدام بعض الدور على «المغامرة» بطبع عدد كبير من الدواوين.
المفارقة أنّ رحيلاً لحق اسمين كبيرين، أسهم ـــ كلٌّ في مجاله ـــ في تكوين ثقافة أجيال من القراء: الأول رجاء النقاش أحد أبرز النقاد المصريين، والثاني الحاج مدبولي، الناشر الأمّي الذي أمدّ القرّاء على مدى نصف قرن بأهم الكتب، المتاح منها والممنوع. وبين رحيل الرجلين، كان رحيل ثالث ينتمي إلى الفن السابع. إذ رحل يوسف شاهين، أعظم مجانين السينما المصرية وأهم المدافعين عنها. وجاء رحيله ــــ تماماً كما كان يتمنى ــــ وهو يحضّر لفيلم جديد في وقت عاد فيه أحد أبرز تلاميذه يسري نصر الله بفيلمه «جنينة الأسماك» الذي أثار جدلاً كعادته. بينما قدّم التلميذ الآخر خالد يوسف فيلم «الريس عمر حرب» وتقاسم عادل أمام وأحمد حلمي إيرادات الكوميديا بفيلميهما «حسن ومرقص» و«آسف على الإزعاج». ومن ناحيتها فشلت «غودنيوز» في تحقيق نجاح لفيلمها «ليلة البيبي دول» الذي اشتهر بأنه الأعلى كلفةً في تاريخ السينما المصرية.
وكانت نهاية العام سعيدة لفناني السينما المستقلة. إذ نال «بصرة» لأحمد رشوان جائزة السيناريو مناصفةً في مهرجان القاهرة (القسم العربي) واستطاع «مهرجان السينما المستقلة» إقامة دورته الثانية رغم العوائق الرسمية ونال أبرز أفلامه «عين شمس» لإبراهيم البطوط فرصة العرض التجاري في صالات القاهرة قريباً. وشهد العام انشغال وزير الثقافة فاروق حسني بمعركة انتخابات منظمة الأونيسكو التي يترشح لها على مقعد المدير العام الذي سيخلو في 2009. ولم يبدُ أنّ الوزير تأثر بحادثة احتراق خشبة المسرح القومي التي كشفت عن استمرار الإهمال وتهالك حالة مسارح القطاع العام... في وقت اختفى فيه المسرح الخاص تقريباً واستمر إغلاق مسرح «الهناجر» الذي كثيراً ما قدّم التجارب الشبابية المميّزة والحديثة.