حسان طاهريفي انتظار الانفتاح السياسي... الثقافة مستمرّة. هذا هو شعار العام المنصرم بامتياز. أعلنت تونس 2008 سنةً وطنيةً للترجمة، وذلك لمزيد من تكريس الحوار والتفاعل بين الثقافات، كما شهد هذا العام الاحتفال بخمسينية مطربة تونس الأولى الراحلة صليحة التي توفيت عام 1958، وبالذكرى الرابعة والسبعين لوفاة شاعر الخضراء أبو القاسم الشابي. ويندرج إحياء هذه الذكرى ضمن الاستعدادات للاحتفال بمئوية ميلاد الشابي في 2009.
وعلى الصعيد السينمائي، كان عشاق السينما على موعد مع الدورة 22 من أيام قرطاج السينمائية التي تنعقد مرة كل سنتين، وقد توج الفيلم الإثيوبي «تيزا» لهايلي غيرما بالتانيت الذهبي، وفاز فيلم «عيد ميلاد ليلى» للفلسطيني رشيد مشهراوي بالتانيت الفضي، فيما فاز الفيلم التونسي «خامسة» بالتانيت البرونزي. والدورة 22 التي أدارتها المنتجة التونسية درة بوشوشة، وهي من أنشط السينمائيين دفاعاً عن سينما الجنوب، اعتُبرت دورة مفصلية في تاريخ هذا المهرجان لإعادة ترتيبه من الداخل، والعودة إلى منطقته الأولى التي أنشئ من أجلها وهي النهوض بالسينما العربية والأفريقية... لكنّها لم تأت بأي مفاجآت.
وقد شهدت سنة 2008 عرض ثلاثة أفلام جديدة في الصالات التجارية التونسية، وهي فيلم «شطر محبة» للمخرجة كلثوم برناز وسيناريو محمد رجاء فرحات، ويناقش قضية ميراث المرأة. كما عُرض «7 شارع الحبيب بورقيبة» للمخرج إبراهيم اللطيف، ويروي قصة ثلاثة أصدقاء يحلمون بإنجاز فيلم سينمائي لكن إمكاناتهم المادية تحول دون ذلك، فيقررون السطو على أحد المصارف... الفيلم الثالث هو «ثلاثون» للفاضل الجزيري، ويتناول تونس في فترة الثلاثينيات، منطلقاً من مسيرة المصلح التونسي الطاهر الحداد. كما احتضنت تونس الدورة الأولى من المهرجان الدولي لأفلام مدارس السينما.
أما رجل المسرح والمنتج الحبيب بلهادي فأعاد فتح صالة «أفريكا» تحت اسم جديد هو «سينما أفريكا آرت». الصالة الشهيرة الواقعة على «جادة الحبيب بورقيبة» تأسست عام 1972 لتكون أول قاعة تفتتح بعد الاستقلال إلى جانب القاعات الأخرى الموروثة من العهد الاستعماري، وحظيت بمكانة خاصة عند الجمهور التونسي بسبب مستوى الأفلام التي كانت تعرضها.
وقد فقدت الساحة الثقافية والإعلامية التونسية المسرحي والروائي سمير العيادي، وكان من مؤسسي الحركة الطليعية، وعضو الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين. كما رحل المفكر والوزير السابق محمد الشرفي، والمفكر حسيب بن عمار.