strong>محمود عبد الغنيفي 2008، وعقب رحيل محمود درويش، لبت جامعة محمد الخامس في الرباط، نداء مهرجان برلين للأدب العالمي بتخصيص يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) لتكريم الشاعر الراحل. وقد منح بيت الشعر في المغرب جائزة الأركانة العالمية لدرويش، تسلمها شقيقه أحمد في أجواء امتزج فيها الحزن. وقد حضر اللقاء أيضاً الفنان وصديق الشاعر مرسيل خليفة. من جهة أخرى، فاز المفكر المغربي، محمد عابد الجابري، بجائزة ابن رشد. والجابري الذي اعتذر عن عدم الحضور إلى برلين لتسلم الجائزة لأسباب صحية، يُعدّ أحد رواد الفكر العربي المعاصرين الذي أثرى المكتبة العربية بمؤلفات ودراسات تهدف إلى إعادة قراءة التراث الفكري الإسلامي كخطوة تمهيدية ضرورية للمضي قدماً في المشروع النهضوي.
كذلك، فاز كتاب «ترويض الحكاية» للناقد شرف الدين ماجدولين بجازة المغرب لسنة 2008 ، في مجال الدراسات الأدبية. والكتاب مجموعة من التأملات والتحاليل لمتن نقدي مغربي اشتغل على سياقات أدبية غائبة تنتمي كلها إلى زمن مضى: سعيد يقطين الذي اشتغل على التراث السردي. عبد الفتاح كيليطو الذي اقترن اسمه بالمقامات. فريد الزاهي وعمله على الصورة والجسد. نور الدين أفاية الذي درس الهوية والاختلاف، الذات والآخر.حسن بحراوي وانكبابه على التراث الشفوي. محمد مشبال واشتغاله على النادرة. وبذلك يلعب شرف الدين دوراً آخر في النقد العربي من خلال البحث عن أجوبة لأسئلة غير ظاهرة، هوياتية بالدرجة الأولى: «من نحن؟»، «من أين جئنا؟»، «إلى أين نذهب؟» هذه الأسئلة التي أصبحت أكثر إلحاحاً في حياة الناس.
في ما يخص السينما، استقبلت مدينة مراكش الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم. وقد احتفت الدورة بالسينما البريطانية، وكرّمت السينما المغربية بمناسبة مرور 50 عاماً على انطلاقها. وقد احتفت هده الدورة بالتجربة البريطانية السينمائية التي استطاعت الصمود في وجه هيمنة سينما هوليوود.
بدورها، نظمت مدينة طنجة (شمال المغرب) الدورة العاشرة من المهرجان الوطني للفيلم. وجاءت هذه الدورة في سياق انتعاشة حقيقية ملحوظة للفيلم المغربي وللسياق السينمائي عموماً. وقد أسفرت النتائج النهائية عن نيل فيلم «كل ما تريده لولا» للمخرج نبيل عيوش الجائزة الأولى في المهرجان. وقد أجمع المتتبعون على أن الفوز كان متوقعاً من أجل إعادة الاعتبار لهذا الفيلم الذي أقصي في مهرجان القاهرة السينمائي قبل أشهر، لأن الشريط تطرق إلى قضايا الرقص والعجز الجنسي والمثليّة الجنسيّة. والمسألة التي أدهشت الجمهور هي أن الناقد المصري ورئيس لجنة التحكيم هو الذي قدم بنفسه الجائزة للمخرج الفائز.
في سياق آخر، عقد اتحاد كتاب المغرب مؤتمره الذي أسفر عن تجديد الثقة في الناقد والجامعي عبد الحميد عقار، فيما انتخب تسعة أعضاء لتحمل المسؤولية في المكتب التنفيذي.
وقد استقبلت مدينة الدار البيضاء ليلة جاك بريل، احتفالاً بمرور ثلاثين سنة على رحيل المغنّي المعروف، تحت عنوان «بريل المغرب» شارك فيها فنانون مغاربة. وقد تألق الفنان مامون بأدائه بعض أشهر أغاني الراحل. ومامون من بين الفنانين المحافظين على إحياء جاك بريل في المغرب.
وفي مجال فن الفوتوغرافيا، نظمت الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي، الدورة العاشرة من المعرض الوطني للفن الفوتوغرافي تحت عنوان «ذاكرات»، بمشاركة العديد من الأسماء لإبراز المنعطفات الجديدة في المشهد الفوتوغرافي المغربي. إد ضمت الدورة فسيفساء من مختلف التجارب والحساسيات، وتميّز المعرض بالعفوية والكثافة والانزياح والجرأة، وخصوصاً في مجال تمثيل الفوتوغرافيا المغربية للأحداث التاريخية المعاصرة وانخراطها في التحولات الاجتماعية والثقافية الجديدة، وطبيعة مساءلتها للذاكرة الفردية والجماعية. وقد حضرت المدينة كفضاء عمراني بارد لتتحول إلى مفهوم ينضح بالعمق والكثافة والتحول.