اختُتمت أوّل من أمس الدورة 22 من مهرجان «أيام قرطاج السينمائية» بفوز فيلم الإثيوبي هايلي غيرما بجائزة «التانيت الذهبي» (20 ألف دولار أميركي) عن شريطه «تيزا»... وهي المرة الأولى التي تحصل فيها إثيوبيا على الجائزة الكبرى منذ انطلاق المهرجان قبل 42 عاماً. كما حصل الفيلم على جوائز أفضل موسيقى وصورة وسيناريو وأفضل ممثّل. ويرصد الشريط الاضطرابات السياسية التي شهدتها إثيوبيا في ثمانينيات القرن الماضي من خلال قصّة طبيب يعود إلى مسقط رأسه بعد غياب طويل بهدف المساهمة في إعادة بناء البلد، لكنّه يصطدم بواقع مشتّت تنخره الصراعات السياسية. وسبق أن حاز «تيزا» الجائزة الخاصة للجنة التحكيم في مهرجان «البندقية» في دورته الأخيرة.والدورة 22 التي أدارتها المنتجة التونسية درة بوشوشة، وهي من أنشط السينمائيين دفاعاً عن سينما الجنوب، اعتُبرت دورة مفصلية في تاريخ هذا المهرجان (يقام كل سنتين) لإعادة ترتيبه من الداخل والعودة إلى منطقته الأولى التي أنشئ من أجلها وهي النهوض بالسينما العربية والإفريقية... لكنّها لم تأت بأي مفاجآت هذه السنة. وكانّ المهرجان العريق عانى منذ عقد من الارتجال في التنظيم والبرمجة ومحاكاة المهرجانات السينمائية الأخرى التي بات يعيش على فتاتها. إذ كانت الدورات عبارةً عن نسخ مكررة وباهتة لمهرجانات أقل قيمة وعراقة منه، علاوة على انحصار المهرجان بالإشراف البيروقراطي الذي حوّله إلى مجرد واجهة رسمية براقة.
ومنحت لجنة التحكيم التي ترأسّها الروائي الجزائري ياسمينة خضرا جائزة «التانيت الفضي» لفيلم «عيد ميلاد ليلى» لرشيد مشهراوي ونال الممثل الفلسطيني محمد بكري جائزة أفضل ممثّل عن دوره في الفيلم. وفاز بـ«التانيت البرونزي» الفيلم التونسي «خامسة» لكريم الدريدي.
ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم المصري «عين الشمس» لإبراهيم بطوط.
وأخيراً، منحت جائزة «رندا الشهال» التي استحدثت خلال هذه الدورة إلى فيلم «ملح هذا البحر» للفلسطينية آن ـــ ماري جاسر.
ولم يخلُ المهرجان من الجدل، إذ أعلنت المخرجة السورية ريم علي أنّ إدارة المهرجان ألغت برمجة فيلمها الوثائقي «زبد» لأنّ «سفير سوريا في تونس فيصل علوني اقترح في بادئ الأمر أن يشارك الفيلم باسم الأردن البلد المنتج بدلاً من سوريا، ثم غيّر رأيه وقرر منع العرض». لكنّ إدارة المهرجان نفت مجدداً حدوث أي عملية منع للرقابة.