علي زراقطلا يأتي الفيلم بجديد ولا يحاول ذلك. لا على صعيد الصورة، ولا الصوت الذي تكتنفه الكثير من المشكلات التقنية، ولا حتى على صعيد المعالجة. لقد تمنّينا أن نرى فيلماً يتحدّث عن الأمل بالتغيير لدى الشباب الفلسطيني، عن الطاقة الإيجابية التي يحملها هؤلاء في مواجهة الواقع القاسي.
لكنّ المشكلة تكمن في الصورة التي تصنعها وسائل الإعلام المتعاطفة مع المخيّمات، إذ تصوّر معاناتهم من الخارج من غير الدخول في حناياها. فتأتي مع أفكار مسبقة، كذلك هو «لا من هون ولا من هون». إذ يأتي مع صور مسبقة كان ممكناً أن نأخذها من أي من الأفلام السابقة في المخيمات الفلسطينية. كلّنا يعلم عن شبان فلسطينيين أتوا من المخيمات وحققوا إنجازات كثيرة إنسانياً، اجتماعياً، ومهنياً، فلماذا هذا التركيز الممل على الفشل، وعلى إلغاء فكرة النجاح والمقاومة لدى الشاب الفلسطيني؟ لماذا لا يكون الحديث عن حقوق الفلسطينيين المشروعة وعن حقهم بالمطالبة بهذه الحقوق؟ كل هذه أسئلة تتمحور حول فكرة واحدة، لماذا هذا المنحى السلبي في التعاطي مع الأزمات؟ وخاصة أنّ صانع الفيلم هو شاب ناجح، يشارك في جمعية تنموية ناجحة؟