أراد برنامج «حوار مفتوح» على «الجزيرة» أن يناقش ملف الكوميديا السياسية السورية... لكن الحلقة التي استضافت ممثلين ومخرجين وصحافيين، شُغِلَت بالرقابة ونسيت جوهر القضية!
منار ديب
يبدو برنامج «حوار مفتوح» على «الجزيرة»، مهتماً اليوم بالقضايا الفنية والثقافية بصورة متزايدة، لكن دائماً عبر ربطها بالقضايا السياسية. والدراما السورية التي تملك تأثيراً عربياً، كانت لأكثر من مرة، موضوعاً للنقاش في البرنامج. من هنا، فتح غسان بن جدو مساء السبت ملف الكوميديا السياسية السورية، لكن الحلقة اتجهت إلى مناقشة قضية الرقابة، أكثر من الخوض في موضوعات فنية. استضافت الحلقة الفنان باسم ياخور والمخرج مأمون البني والكاتب عدنان زراعي والصحافيين أحمد خليل وليلاس حتاحت ورانية معلوف، وصُوِّرَت كالعادة في القرية الشامية.
ياخور رأى أن «الكوميديا سلاح خطير تستطيع أن تقول من خلالها ما لا تستطيع قوله في أنواع أخرى، فالمبالغة تمكنك من إيصال أفكار ستحاسب عليها حساباً عسيراً في الأعمال الجادة». تقريرٌ أعده جورج كدر بُثَّ في الحلقة، وتضمن مشاهد من مسلسلات كـ«ضيعة ضايعة» و«أيام الولدنة» و«بقعة ضوء» و«أمل ما في»، وجميعها من بطولة ياخور عدا الأخير. المشاهد التي بدت منتقاة بعناية لتطرح فكرة سياسية مباشرة، رافقها تعليق، قال فيه كدر إن الكوميديا تجد في الواقع العربي بيئة خصبة للازدهار. وهنا، علّق عدنان زراعي، مؤلف العدد الأكبر من لوحات «بقعة ضوء 6»، قائلاً إن الكوميديا تقدم وجهة نظر في الواقع ولا تصوره. أما رانية معلوف فرأت أن الكوميديا «فشة خلق» أو تنفيس، لا تقدم حلولاً، فيما فرّقت ليلاس حتاحت بين ما هو سخرية من الواقع وتنفيس، وما هو تفكيك لهذا الواقع، وأكدت أنه كلما ضاق هامش الحرية ازدهرت الكوميديا.
وفيما أشار مخرج «أيام الولدنة» مأمون البني إلى أن هناك مستويات مختلفة للمسؤولين، وغالباً ما يجيز المستوى الأعلى عرض عمل تحفظ عليه مسؤول آخر، ذهب أحمد خليل إلى أن المزاج يتحكم بالعملية الرقابية، متوقفاً عند الرقابة الاجتماعية والدينية التي قد تكون أقسى من الرقابة الرسمية.
أما ياخور فأكد أن «هموم المواطن العربي متشابهة، ونحن حين نتحدث عن ظاهرة في سوريا، فإننا نعنيها في العالم العربي أيضاً». وهذا يتناقض مع تأكيده طوال الحلقة للخصوصية المحلية للكوميديا.
كذلك، أشاد باتساع هامش الحرية في السنوات السبع الأخيرة، رغم أن عدداً من لوحات «بقعة ضوء» تعرض للحذف والمنع. كذلك فإن مسلسل «أيام الولدنة» ما زال ممنوعاً من العرض على التلفزيون السوري، وهو عُرض وما زال يعرض على أكثر من فضائية!