دمشق ــ بهيج وردةتواصل مجلّة «من وإلى»، في عددها السابع، رهانها على تقديم أصوات عربية جديدة في إطار توجّه تجريبي مغاير لما هو سائد في المجلات الثقافية العربية. على سبيل المثال، الافتتاحية التي كتبها رئيس التحرير، الزميل نجوان درويش، ليست سوى نص من بضعة أسطر عن «زياد»... الرحباني. ثم تطالع القارئ رسالة بعنوان «وأنا أيضاً فزعان» لأحمد الزعتري الذي يكتب لحبيبته أيضاً عن موسيقى زياد! وصور فوتوغرافية من أجواء حفلات زياد الأخيرة في دمشق التقطها إبراهيم الملا، حيث رصد توقيعات الشباب على ملصقات لحفلة زياد... أحدهم يكتب: «بالنسبة لبكرا شو؟».
المجلة الثقافية الشهرية وضعت أمامها هدفاً طموحاً أن تكون «مجلة جامعة للأصوات العربية الجديدة» بقياسها الصغير غير المألوف (٥،٢٢ x ١٢ سنتم). واستطاعت «من وإلى» إلقاء الضوء على مجموعة واسعة من الأسماء والتجارب الجديدة اللافتة من معظم البلدان العربية. ويضم عددها الجديد أكثر من ثلاثين عملاً بين نصوص وأعمال فنية، يتصف معظمها بالحيوية والانحياز إلى التجارب اليومية والتخفّف من البلاغة. التكثيف أبرز صفات «من والى». نصوص قصيرة تتقاطع مع لغة بصرية نجحت في الحصول على حيّز مهم من صفحاتها، بإخراج فني جذاب. مصورون وفنانون تشكيليون يرون في المجلة أحد الأمكنة النادرة السانحة لتقديم نتاجهم البصري بعيداً عن هيمنة النص، أو العمل الصحافي الإخباري.
ويظل رهان المجلة على المنحى النوعي التصاعدي للأعداد المتتالية، إضافة إلى القدرة على صنع موضوعات لا تقتصر على التجارب الثقافية والفنية، بل تمتد إلى تجارب مجتمعية وتنموية وحتى رياضية وعلمية، وكل ما يندرج تحت خانة تجارب جديدة. أسماء جديدة على المشهد وأبواب تشي أسماؤها بتوجهات المجلة ذات المنحى المغاير: «سرد متقطّع»، «تجارب»، «حوار»، «نص»، «بما إنو»، «شعر»، «قاع المدينة»، «قصة»، «ناصية السينما»، «ملامح موسيقية»، «تجارب شبابية» وغيرها. إضافة إلى «دليل من وإلى» الذي يتضمن مفكرة للفعاليات الثقافية والفنية في مختلف المدن العربية، ودليلاً إلى مواقع جامعات ومؤسسات تعليمية ومؤسسات ومراكز ثقافية ومؤسسات شبابية وعناوين لصفحات إلكترونية مختلفة... كل ذلك في «مساحة حرّة للأصوات العربية الجديدة» كما يحلو للمجلة أن تقدّم نفسها.