يغني قريباً اللهجات الخليجية والمصرية واليمنية والمغربية والتونسية... الفنان اللبناني ما زال مؤمناً باللون البلدي، لكنه يبحث عن الانتشار، ويلتقي بعد أسابيع الجاليات العربية في كندا
فاطمة داوود
انتظر الفنان اللبناني ملحم زين أربع سنوات كي يكتشف الأسلوب الغنائي الجديد المناسب له. وهكذا، أطلق ألبوم «علوّاه» ليثبت أن اللهجة اللبنانية واللون البلدي تحديداً، هما عاملان أساسيان لتكريس نجوميته في العالم العربي.
فما الجديد الذي يراهن عليه اليوم؟ يجيب ملحم زين أو «الريس» كما يلقبونه، بأن الألبوم تضمّن أغنيات منوّعة راوحت بين الإيقاعي والكلاسيكي، لكنْ هناك طغيان للون البلدي والجبلي الذي «عرفني فيه الناس منذ إعادة تقديمي «عندك بحرية يا ريّس»... لقد اشتاقوا إلى مثل هذه الأغنيات، وعندما قررت العودة بهذا اللون، حصدت النجاح. في الواقع، تعلّمت أن أركّز أكثر على هذا النوع من الأغنيات في المراحل المقبلة، لأنها تليق بي. وذلك من خلال تصوير الأغنيات على طريقة الفيديو الكليب، حتى تنال حظّها الوافي من الانتشار. النتائج الأولية كشفت عن نسبة مبيعات جيدة، ومتاجر «فيرجن ميغا ستور» طالبت بنسخ إضافية. ويمكن أي صحافي التأكّد من الأمر». لكن سمعنا بأن هناك تغييراً سيطرأ على الألبوم الذي سيصدر في العام المقبل؟ يجيب مبتسماً: «سأغني اللهجات الخليجية والمصرية واليمنية والمغربية والتونسية. فالفنان الحقيقي يجب أن يقدّم كل الأنماط الغنائية والموسيقية كي لا يقع في فخّ النجومية المحدودة. ولا أنكر إطلاقاً أن اللهجة المصرية هي الأساس، لأن عمالقة الفن العربي مثل أبو العلا ومحمد عثمان هم الذين وضعوا أسس الموسيقى، فكيف يمكن تجاهل هذه الحقيقة؟ أضيفي إلى ذلك أن مميّزات اللهجة المصرية كثيرة، لعلّ أبرزها انتشار أكبر عبر الاعتماد على لهجة يفهمها كل العرب، بينما أواجه مشكلة حقيقيّة مع اللهجة اللبنانية. وقد سألني مثلاً أحد المعجبين ما معنى كلمة «نتفة» ففسرّت له أنها تعني «قليلاً». هكذا، عليّ دائماً شرح معاني الكلمات اللبنانية للمصريين، لذا من الأجدر طرح أغنيات تناسبهم أيضاً».
في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة الغنائية اكتساحاً لأغنيات الدبكة بدءاً من عاصي الحلاني وأيمن زبيب وزين العمر، إلى عودة علاء زلزلي ثم انضم إليهم ملحم زين، فكيف يفسّر هذه الظاهرة؟ يجيب: «الدبكة اللبنانية جميلة جداً، وما زالت مطلوبة في الأعراس اللبنانية والعربية. ذلك لا يعني أنني نادم على قراراتي السابقة فأغنيتا «بدي حبّك» و«ممنونك أنا» حققتا نجاحاً كبيراً». وعلى رغم عشقه للدبكة اللبنانية، لا يجيد رقصها لا في الأعراس ولا على المسرح!
زين الذي انضم أخيراً إلى شركة «روتانا»، اتُّهِم بأنه المدللّ المطلق فيها، بعدما رصدت الشركة ميزانية ضخمة للحملة الإعلانية الخاصّة به، وهو ما قد يثير حفيظة زملائه الفنانين... فما رأيه في ذلك؟ يدافع عن نفسه بالقول: «قد تُفاجئين إذا قلت إن الاتفاق مع «روتانا» جرى في غضون ساعة ونصف ساعة. لقد وافق سالم الهندي على جميع طلباتي وكأنه يعلم بها مسبّقاً، وتفهّم كل التساؤلات بسرعة. وما جرى كان خلافاً لما يحدث عادة بين الفنانين والشركة، إذ تأخذ الإجراءات حوالى أسبوعين مثلاً كي يطّلع محاميا الطرفين على جميع البنود. وأنا فوجئت بالحملة الإعلانية التي رافقت إطلاق الألبوم، ما اعتبره مبادرة حسنة قدّمتها إلي الشركة».
ملحم يستعد للقاء الجاليات العربية في كندا، نهاية الشهر الحالي، ضمن جولة غنائية تبدأ في 30 تشرين الثاني (نوفمبر)، ثم يعود إلى بيروت لتصوير أغنية «مريم» مع المخرج فادي حدّاد.
أما على الصعيد الشخصي، فينفي زين الشائعات التي أكدت تقاضيه هدية بقيمة 20 مليون دولار من الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، والد زوجته تماني، ويقول: «كل هذه شائعات من محض الخيال، فما يربطني بزوجتي الاحترام والمحبة».
ولكن، لماذا قصّر بحق زملائه في «سوبر ستار»، ولم يدعُهم إلى حفلة زفافه، أمثال سعود أبو سلطان ورويدا عطية؟ «شُغلت كثيراً قبل الزفاف لدرجة أنني نسيت دعوة أشخاص كثيرين في حياتي الشخصية. لا أدري كيف حدث ذلك، وقد فطنت للمسألة بعد انتهاء الحفلة. لذا الموضوع لم يكن مقصوداً. وأنا أكنّ لهم كل المحبة والتقدير».