القاهرة ــ محمد شعيروانتقد إيغلتون المفاهيم المطلقة في الغرب: الحرية والذات لأنّ هذه المفاهيم تنغلق على ذاتها وتؤدي إلى تآكل نفسها، ثم إلى العدم. فالحرية المطلقة التي تتبناها أميركا على سبيل المثال «حرية تنفي نفسها، فلكي تهيمن على العالم، يجب عليها أولاً أن تمحو كل القيم والمعاني السائدة، وتحوّلها إلى مادة غير محدودة».
وأكّد إيغلتون أنّ هناك ثلاثة أعمال هي: «أوديب» و«ماكبث» و«الملك لير» تمثّل الثقافة الغربية في لحظتها الحالية: «شخصيّات تواجه نفسها، وتتمثل فيها كل تناقضات الحضارة الغربية وأوهامها، وضعفها الإنساني وهو ما يولّد التراجيديا التي تنقص المجتمع الأميركي الآن: أن يتأمل صورته في المرآة ليكتشف ضعفه». وأعاد صاحب «النقد والإيديولوجيا» تكرار العديد من أفكاره التي طرحها قبلاً في كتابه «الإرهاب المقدس» الذي أكد فيه أنّ «المقدس خطير إذا وضع داخل قفص بدلاً من أن يوضع داخل علبة زجاجية» وهو لا يقصد المقدس العائد إلى الإرهابيين ولا يستثنيه، بل يقصد مفهوم المقدس خصوصاً في الغرب: «الأب والابن والروح القدس»، معتبراً أنّ «العملية الانتحارية لا شيء سوى إنسان لم تعد حياته تساوي شيئاً، وهي لن تقوده إلى شيء أيضاً، لكن في الوقت نفسه هذا «اللاشيء»الذي هو حياة الانتحاري وبدرجة أقل.. موته، فضيحة الإنسانيّة كلها! وفضيحة الغرب بالتحديد..» ورفض إيغلتون تجاهل هذا الألم الإنساني كما يرفض اعتباره من غرابة أطوار «الآخر».