زينة منصوربعد «سنوات الضياع» و«نور» وتزامناً مع عرض mbc4 مسلسل «لحظة وداع»، تعرض mbc (الأم) مسلسل «لا مكان لا وطن» الذي تقدّم فيه الدراما التركية وجهين لتيارين يتصارعان بشراسة داخل المجتمع التركي: إنها جريمة الشرف التي تعدُّ واحدة من أعقد مشاكل الأُسَر الريفية في العالم العربي والإسلامي حتى اللحظة. من هنا، قد يكون المسلسل مثّل صدمةً للمشاهد العربي. وبعدما كان هذا الأخير متلِّهفاً بفارغ الصبر إلى متابعة جُرَعٍ إضافيّة من الرومانسية التركية الوافدة إلينا باللهجة السورية... فإذ به يُفَاجأ بأن القصّة تدور في فلك جريمة الشرف. والأحداث تتمحور حول منى (الممثلة التركية نسرين كفادزاد) التي وقعت في «الخطيئة»، متجاوزةً الأخلاق الريفية والعادات والتقاليد المتعارف عليها. هذه الفتاة الأُميّة تقع في حب المهندس حسين (ميرت فيرات) الذي يعمل في سدّ للمياه، مجاور لقريتها، وتحمل منه خارج إطار الزواج. وهنا، تبدأ العقدة الدرامية مع حرب شرسة تخوضها منى وأبواها وحبيبها في وجه العادات والتقاليد الموروثة. فأعمامها متشدّدون غير متسامحين، ومصرّون على تنفيذ حكم القتل بحق منى، لما جلبت لهم من فضيحة داخل القرية الصغيرة. أما الوالد الذي يظهر بشخصية الحنون المتسامح، فيلفِت بتطور مساره الدرامي، انتباه المراقب إلى الصراع بين كل من التيار الليبرالي والتيار المحافظ داخل المجتمع الإسلامي عموماً، والتركي خصوصاً. ولأن الوالد لم يتمكن من رفض حكم القتل غرقاً الصادر من إخوته بحق ابنته، حفاظاً على شرف بنات العائلة، اتفق سراً مع غوّاص على إنقاذها ثم استرجاعها لاحقاً. وهنا، تبدأ قصة حب ثانية من طرف واحد تأخذ بالغوّاص إلى منافسة حسين على قلب منى، معتبراً أنه أحبَّها أيضاً ومن حقه الزواج بها، لأنه أنقذ حياتها.
وفي استطلاع أجراه موقع «أم بي سي» الإلكتروني، أكد معظم زوار الموقع تعاطفهم مع الوالد في صراعه ضد العادات والتقاليد، فيما أشار 44 في المئة منهم إلى تعاطفهم مع منى. ولو سلّمنا جدلاً بأن الجمهور النسائي، وبنسب كبيرة، هو أول المتابعين لهذا النوع من الدراما المدبلجة، فسنجد أن (المرأة العربية) أصبحت ميَّالة عملياً إلى تجاوز قضية جريمة الشرف. ولكن يبقى السؤال: هل يقبل الرجل العربي بهذا الوضع، كما فعل رجل الريف التركي؟
وبينما ناقشت أفلام عربية قضية جرائم الشرف، فإن هذا المسلسل سيمكّن المشاهد من متابعة تصعيد درامي يومي وطويل لهذه المسألة الشائكة.
كيف ستنتهي قصة منى؟ الإجابة برسم الحلقات المقبلة، أما كيف استقبل المشاهد العربي، دراما تركية تُعنى بقضية شائكة، ولا تهتم فقط بقصص الحب المُلتهبة؟ فقد تبدو نسبة المشاهدة مقبولة، مع العلم أنها لم تتفوّق حكماً على ما حققه كل من «نور» و «سنوات الضياع».


15:00 و 00:00على mbc
(ما عدا الخميس والجمعة)/ وعلى mbc+