بعدما وجّه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي انتقاداً شديداً للصحافة الإيرانية أخيراً، منعت السلطات الإيرانية صدور مجلة «شهروند إمروز» المعتدلة. وقد جاء القرار بالمنع على خلفية «مواظبة المجلة على انتقاد الرئيس محمود أحمدي نجاد»، وفق ما صرّح محامي المجلة. وكان المرشد الأعلى في إيران قد توجّه إلى الصحافة الإيرانية خصوصاً بعد الحملة التي استهدفت وزير الداخلية علي كردان الذي حجب مجلس الشورى عنه الثقة، بعد اتهامه بالكذب في ما يتعلق بشهاداته الجامعية. وقد صدر القرار عن سلطة مراقبة الصحافة التابعة لوزارة الثقافة بذريعة أن المجلة «تحمل ترخيصاً كمطبوعة ثقافية واجتماعية، ولا يحق لها نشر مقالات سياسية».
ومثّلت المجلة التي صدرت في آذار (مارس) 2007 منبراً لخبراء اقتصاديين، ينتقدون سياسة أحمدي نجاد، كما كانت تغطّي الشؤون السياسية والثقافية في إيران والعالم، وتصدر السبت أو الأحد من كل أسبوع.
وذكرت وكالة «فارس» للأنباء، أول من أمس، أنّ منع المجلة ناتج من «وصفها غير الواقعي لعدد من الإجراءات الحكومية». وفي افتتاحيتها الأخيرة، الأحد، انتقدت «شهروند إمروز» إصرار أحمدي نجاد على دعم وزيره الفاقد الشرعية على الرغم من سحب الثقة البرلمانية منه. ونصحت المجلة الرئيس بإبقاء كردان في منصبه «لإظهار كيف أن الحكومة الأكثر محافظة في الجمهورية الإسلامية شوَّهت كل مفاهيمها الدينية والسياسية».
فأي تطورات قد تنتج من هذا الجوّ المحموم في إيران؟ وإلى أي حدّ ستبقى السياسة تتحكّم بالإعلام وبحرية الرأي والتعبير؟