بشير صفير
يصل مهرجان «ليبان جاز» إلى آخر حفلاته لعام 2008. المفاجأة التي كان ينتظرها الجمهور البيروتي أتت سارّة هذه المرّة، بخلاف المفاجأة السابقة (راجع المقال أعلاه) التي حملت توقيع عازف الترومبيت (الشرقية) إبراهيم معلوف. هكذا سيكون ختام «ليبان جاز ــــ 2008» مسكاً، مع موسيقي الجاز وعازف الترومبيت الإيطالي باولو فريزو، الذي يعرفه اللبنانيون جيداً من خلال أسطوانته المنتشرة في السوق المحلية: باولو فريزو و Devil Quartet (رباعي الشيطان) في بيروت لإحياء حفلة واحدة مساء الأربعاء المقبل في «ميوزكهول».
ولد باولو فريزو في جزيرة سردينيا الإيطالية عام 1961 ويعيش اليوم بين بلده الأم وفرنسا، رافضاً الهجرة إلى أرض الجاز، الولايات المتحدة الأميركية. إنه موسيقيٌّ صاحب نشاط استثنائي يُترجَم في غزارة إنتاجه، إنْ كان في مشاركاته الكثيرة داخل تركيبات موسيقية لكثير من كبار رموز الجاز المعاصرين أو لناحية إصداراته الخاصة (التي تحوي أداءه لمؤلفاته إلى جانب رؤيته لكلاسيكيات ريبرتوار الجاز) مع فرقته الموسيقية التي يغيِّر في شكلها باستمرار. وتضاف إلى ذلك حفلاته التي يصل عددها إلى أكثر من 200 في السنة، ومساهماته في مجال الموسيقى التصويرية والتعبيرية التي كتبها لأعمال سينمائية ومسرحية وعروض راقصة وبرامج تلفزيونية وإذاعية، وممارسة مهنة التعليم في أكثر من معهد للموسيقى. بدأت علاقته البرعمية مع الموسيقى عندما كان في الـ 11 من عمره، وتابع دروسه في المعاهد الإيطالية حتى نال شهادته العليا في العزف على الترومبيت. استهل نشاطه الفنّي مطلع الثمانينيات عبر انضمامه إلى رباعي آلدو رومانو الشهير، ليكرِّس نفسه سريعاً واحداً من الأسماء الواعدة في الجاز الإيطالي، أو ما بات يُعرَف بالجاز الأوروبي، موسّعاً آفاق تجربته بشراكات متنوّعة مع المقربين من عالمه في النمط والجغرافيا (فلافيو بولترو، ظافر يوسف، فوريو دي كاستري، يوري كاين، فرانكو أمْبروزيتّي،...). هكذا بات في رأس قائمة الأسماء التي تُدعى إلى مهرجانات الجاز الأوروبية (أهمها مهرجان «مونترو»)، مُتحِفاً الجمهور بنبرة خافتة تراوح بين رصانة مايلز دايفس وحزن تشات بايكر. حصد فريزو جوائز موسيقية تقديراً لمسيرته، أهمها «دجانغو الذهبي» وجائزة «أكاديمية الجاز» عام 1996، عن أنجح ألبوماته Night In The City.
فريزو يحل ضيفاً على العاصمة اللبنانية تحت اسم «رباعي الشيطان» التسمية الجديدة التي يعتمدها لفرقته الحالية، بعد «رباعي الملاك». وإذا كان اسم تركيبته السابقة قد منحه لقب «ملاك الترومبيت»، فهو إذاً اليوم «شيطانها». لكن كما تقول إيديت بياف في إحدى أغنياتها: «جوني (باولو) لستَ (لم تعُد) ملاكاً... لكن لا تظنّ أن هذا يزعجني (يزعجنا)...»!


9:00 مساء الأربعاء 12 الحالي ـ «ميوزيكهول» (ستاركو) ـ للاستعلام: 01/361236