صباح أيوبلم تبلغ المدوّنات بعد «سنّ النضوج» على مستوى العالم. لكن حضورها على الساحة الإعلامية والسياسية والاجتماعية بات فاعلاً، وانتشارها سريعاً. فجأة، وخلال وقت قصير، أصبحت المدوّنات أداة أساسية وفعلية للتعبير وخرق المحظورات والقيود التي يفرضها بعض الأنظمة والبلدان. حتى بات بعضهم يتحدَّث عن صناعة الثورات... رقمياً! من هنا، كان من الطبيعي أن تُخصَّص للمدوّنات جوائز عالمية، لعلّ أبرزها تلك التي تمنحها «دويتشه فيله» (المؤسسة الدولية الألمانية للإرسال)، واسمها «بوبز» (Best Of Blogs /BOBs أي «أفضل المدوّنات»).
وهذه السنة، تُكمل «بوبز» التاسعة من العمر، وتشمل مدوّنات تصدر بـ11 لغة هي: الألمانية والإسبانية والإندونيسية والإنكليزية والبرتغالية والروسية والصينية والعربية والفارسية والفرنسية والهولندية.
تحت شعار «خلق حوار»، يعزو المنظّمون إطلاق هذه المسابقة «لتزايد أهمية المدوّنات في الدفاع عن حرية التعبير حول العالم». فكيف تحصل عملية الترشيح والفلترة والفوز؟ تبدأ عملية تلقّي الترشيحات وفرزها من كل العالم في 31 آب (أوغسطس) وهو «اليوم العالمي للمدوّنات». وبإمكان أي فرد أن يرسل مباشرةً اسم مدوّنته الإلكترونية وعنوانها أو عبر ما يسمّى «بلوغوبيديا». وللمؤسسة لجنة تحكيم تتأكد من صحة المدوّنة وتوافقها مع شروط الترشيح (خلوّها من «الفيروس»، عدم تضمنها رسائل عرقية أو مزيّفة). وتشمل المسابقة 16 فئة من نصوص مكتوبة وملفات سمعية وأشرطة فيديو، يمكن أن تتألف منها المدوّنة. أما معايير الاختيار، فتركّز على المضمون الآني، الشكل والتصميم، ونسبة التفاعل مع المدوّنة.
وهذا العام، حققت الجائزة رقماً قياسياً في المشاركة، إذ بلغ عدد المدوّنات المرشحة 8500 من مختلف دول العالم. وبعد عملية التصنيف والاختيار، وصل 176 منها إلى المرحلة النهائية. من هنا، ترى «بوبز» أنها «مختلفة عن الجوائز الأخرى في المجال الإلكتروني»، لكون عملية الفوز بالجوائز تمر عبر لجنة تحكيم دولية، وعبر التصويت العام المباشر على موقعها، علماً بأن عملية التصويت مستمرة حتى 27 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.
وماذا عن أكثر المدوّنات المرشحة للفوز هذا العام؟ هناك موقع إلكتروني صيني يوفر معلومات طبية وعلمية عامة ودقيقة، بطريقة سهلة الفهم. وتنافسه على المرتبة الأولى، مدوّنة كوبية شبابية اسمها «الجيل واي» Generation Y. أما عن المدوّنات العربية، فقد نالت «قبل الطوفان» أعلى نسبة تصويت لغاية الآن. وهي تابعة لمدوّن مصري اسمه ياسر تابت. وتعتبر «قبل الطوفان» من المدوّنات الشبابية المعارضة للنظام الحاكم في مصر.
فمن سيتوّج «ملك المدوّنين» لهذه السنة؟ الجواب الأكيد في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي من العاصمة الألمانية... برلين.