زينة منصورليس غريباً أن يتقاطع خط ملكة البرامج الحوارية أوبرا وينفري مع وعد الرئيس المنتخب باراك أوباما وشعار حملته «التغيير». فالتغيير كان ولا يزال شعاراً في برنامجها منذ ما يزيد على عقدين من الزمن. «غيِّر حياتك عبر التلفزيون» خطٌ جديد في البرامج الحوارية، أطلقته وينفري وما زالت تتربع على عرشه حتى أضحى «أوبرا شو» مؤسسة ثقافية اجتماعية تقدم المساعدة للناس. واللافت اليوم أن الشخصيات الأميركية من أصول سوداء، أضحت مؤثرة جداً في الرأي العام، بعدما أثمر نضالها بفوز أوباما. ذلك أن نضال هؤلاء لتغيير الأحوال التي كانوا يرزحون تحت وطأتها، أسهم في بلورة العديد من المناضلين من أجل التغيير. فحملة أوباما لاستقطاب الطبقة الوسطى والفئات العرقية والمرأة لم تكن لتكتمل لولا مساندة وينفري له، وهي المعروفة بالتزامها الديني المسيحي، ما ساعده في تخطّي مشكلة اسمه الأوسط (حسين). وأمس، أجمعت المحطات الأميركية على تاريخية الحدث، وخاطبت المواطن بالقول «سواء صبّت نتائج تصويتك لمصلحة الرئيس المنتخب أو منافسه»، فلا شك في أنك أسهمت في صناعة التاريخ». وعرضت مشاهد من افتتاحية برنامج وينفري، وقد أطلَّت على جمهورها مرتديةً قميصاً كتب عليه «فاز الأمل». وقالت وينفري لمشاهديها إنه لو لم تأت النتيجة كما أتت لكانت قد قدمت حلقتها هذه من المستشفى، «وهي محقونة بأدوية التهدئة».
ولحظة إعلان فوز أوباما، ظهرت وينفري في ساحة الاحتفال مع مئات الآلاف تذرف دموع الفرح. وردت على سؤال الصحافيين عما إذا كانت ستصبح سفيرة أوباما في بريطانيا: «إنها دعمته من دون أجندة مسبقة».