رام الله ــــ يوسف الشايبوالبداية مع فيلم «بالمول» لليانة صالح التي حقّقت حضوراً مهماً في فيلمها الأول «كرة وعلبة ألوان»، لكنّها بدت مرتبكة في عملها الجديد الذي كان يمكن معالجته بعمق أكثر، من ناحية فنية وبصرية، ومعالجة درامية أيضاً. لكن المهم أنّ الشريط تناول من دون مواربة ظاهرة التحرش في فلسطين. أما في «ريموت كونترول»، فتناقش دارا عماد، من سكان جنين فكرة العلاقة بين الشاب والفتاة، ومدى سيطرة الحبيب على حبيبته، وهي فكرة لم يخطر لأحد أنّه ستجري معالجتها سينمائياً في فلسطين. الفتاة، بطلة الفيلم، تحصل على منحة إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراستها فيشجّعها أهلها على ذلك، إلا أن حبيبها يرفض. وبعد حيرة، تحسم الفتاة الأمر باتجاه عدم الانصياع لأوامر الحبيب ورفض تسييرها كـ «الريموت كونترول».
هناك رسالة تمرّد أخرى وجدها بعضهم مبالغاً فيها، ونعني هنا شريط ليالي الكيلاني «إن قلت آه وإن قلت لا» الذي يبدأ بفتاة ترقص في غرفتها على أنغام موسيقى شبابية، فيدخل الأب ويطفئ الموسيقى من دون أي مبرر. لكنّ الفتاة سرعان ما تديرها من جديد وتبدأ بالرقص في جميع أرجاء المنزل على مرأى من والدها المنبهر، وشقيقها الصغير الفرح. الفيلم الذي أثار جدلاً في القاعة بلغ حدّ اتهامه بالتحريض على عصيان الآباء، والتمرد على قيم العائلة والمجتمع، كشف عن موهبة حقيقية للكيلاني.
ولم تخرج بقية المخرجات عن إطار عوالمهن الأنثوية، ما أعطى نكهة خاصة للأفلام التي يمكن التأسيس عليها كتجارب أولى ما زالت تحتاج إلى الكثير من النضج وتطوير الأدوات. «في علينا يا مندلينا»، تذهب إسراء ذياب، من مدينة طولكرم نحو ما يمكن أن يدور في أحاديث الشباب الخاصة من حوارات عن الفتيات، وخاصة حكاية التباهي بأنّ فلان يعرف إناثاً أكثر من علان، وأنهن «منبهرات به»، وحالة التلفيق والتأليف والمبالغة، وأحياناً اختلاق الحكايا التي يلجأ إليها الشبان في أحاديثهن المشوّهة غالباً عن الفتيات. أما «حب ع الموبايل» لزينب الطيبي، فتطرقت لظاهرة منتشرة بين جيل الشباب الفلسطيني هذه الأيام، وهي الحب على
الخلوي.