القاهرة | فيما نال الصحافي الاسترالي بيتر غريست حريته أول من أمس وخرج من السجون المصرية بعد أكثر من عام من الحبس، بات على الصحافي المصري محمد فاضل فهمي التنازل عن جنسيته ليلحق بزميله الاسترالي! دخلت قضية «خليّة الماريوت» التي تضمّ ثلاثة صحافيين من «الجزيرة» الإنكليزية منعطفاً جديداً بالإفراج عن غريست، الذي حكمت عليه محكمة مصرية بالحبس 7 سنوات بتهمة «العمل في مصر من دون ترخيص، والتخابر مع قادة إخوانيين تحت غطاء العمل الإعلامي».
غريست خرج بناءً على قانون استثنائي صدر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إثر ضغط دولي تعرّضت له القاهرة، ونصّ على إمكان ترحيل متّهمين أجانب لإعادة محاكمتهم في بلادهم. بناء عليه، خرج الاسترالي طبعاً من دون الخضوع لأي محاكمة لدى عودته إلى سيدني، فيما ترك خلفه زميليه، المصري باهر محمد، والمصري الكندي محمد فاضل فهمي. الأخير رفض على مدار 14 شهراً أي تدخل دولي في قضيته.
وّجهت والدته رسالة إلى
السيسي تدعوه فيها إلى
الإفراج عن ابنها


أصدر بيانات دان فيها توجّهات «الجزيرة مباشر مصر»، وأهدى جائزة «حرية الصحافة» التي حصل عليها إلى أسرة الشهيدة ميادة أشرف، ضحية اشتباكات الشرطة والإخوان في حيّ عين شمس (القاهرة). برغم كل ما سبق، بات فهمي أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يتنازل عن الجنسية المصرية ويكتفي بالكندية، وعندها تضطر الحكومة المصرية لمعاملته مثلما عاملت غريست فيُفرج عنه، لكن شرط ترحيله إلى كندا. حينها، يصبح فهمي مواطناً كندياً لا يحقّ له استعادة الجنسية المصرية، أو ينتظر حتى موعد جلسة محكمة النقض التي قد تحكم ببراءته هو وزميله باهر محمد. الأخير سيظلّ في السجن لكونه لا يملك جنسية أخرى.
وقد أطلقت تلك المفارقة مئات التعليقات التي انتقدت تحويل الجنسية المصرية إلى «عقوبة» تدفع حاملها لتحمّل هذه الأحكام السياسية. الرئيس عبد الفتاح السيسي أكّد مراراً أنه لم يكن يرغب في حبس صحافيي «الجزيرة»، وأن ترحيلهم كان الخيار الأفضل، لكن ما جرى على الأرض أن القضاء أكمل إجراءاته، ما أدّى إلى تطوّر القضية التي دخلت على خطها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي المحامية أمل علم الدين. لكن الأخيرة اكتفت بالبيانات الصحافية، ولم تزر مصر لحضور الجلسات، برغم أنها نفت تلقيها تهديدات باعتقالها حال وصولها إلى القاهرة، وفيما لا تزال الأخبار متضاربة حول تنازل فهمي عن الجنسية، أو انتظاره لمحكمة النقض لعلّه يحصل على البراءة، نشر موقع «مدى مصر» رسالة من وفاء عبد الحميد بسيوني، والدة فهمي، موجّهة إلى السيسي. أكدت الوالدة أن نجلها ينحدر من عائلة خدم أفرادها في الجيش والشرطة، ولم يكن يوماً ضدّ نظام بلده، ويعاني مضاعفات صحية داخل السجن بعد 400 يوم من الاعتقال. وختمت بالقول «سيدي الرئيس، لقد اعترفتَ بالدور التاريخي للمصريات اللواتي نزلن إلى الشارع لدعمك قبل رحيل الإخوان، وفي الانتخابات التي تلت ذلك. اليوم، أتمنى أن تقف أنت إلى جانبي، والدة رجل بريء قضى ٤٠٠ يوم في السجن. أتمنى أن تستخدم حقك الدستوري لتدخّل إنساني لإنقاذ رجل مريض، هو ابني».