صباح أيوبمشهد جديد من مشاهد التعذيب الإسرائيلي للفلسطينيين بثّه موقع «يوتيوب» الأسبوع الماضي. رجل فلسطيني معصوب العينين، مكبّل اليدين، راكع على الأرض ووجهه ملاصق لحائط إسمنتي، تحيط به مجموعة من الجنود الإسرائيليين. طريقة التعذيب اعتمدت على الإذلال والسخرية. فالجنود الذين ينتمون إلى فرقة «غولاني» لم يجدوا طريقة للتعبير عن سلطتهم إلا بإجبار المواطن الفلسطيني على ترداد جمل بالعبرية لم تخلُ من الشتائم لشخصه وللمعايير الأخلاقية. وفي الوقت نفسه، كان الجنود يصوّرونه ويضحكون كلما ردّد تلك العبارات العبرية. ولكنّ المفاجأة جاءت عندما بثّت القناة العاشرة الإسرائيلية الشريط في نشرتها الإخبارية الأسبوع الماضي. وفي اليوم التالي، بدأت حملة استنكار واسعة. وباشرت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية فتح تحقيق عن «شريط التعذيب المزعوم»، في غياب أي إشارة إلى تاريخ تصويره ومكانه. كذلك، عبّرت بعض المنظمات الإسرائيلية المدافعة عن حقوق الإنسان، عن رفضها لما جاء في الشريط من «خرق للميثاق العسكري الأخلاقي». ولكن، فيما تغصّ شبكة الإنترنت بمواقع وأشرطة مصوّرة توثّق لتاريخ إسرائيلي طويل من التعذيب الجسدي والنفسي للفلسطينيين، يطرح السؤال عن توقيت وهدف نشر هذا الشريط بالذات وبثّه تلفزيونياً. ما المقصود من المساس بـ«قدسية» صورة الجندي الإسرائيلي، وماذا عن ردّة الفعل المبالغة تلك؟ هل بات الفلسطينيون وصور تعذيبهم أداة لتصفية حسابات إسرائيلية داخلية؟