كوبنهاغن ـــ الأخبار«إزالة الجار الخطر». تحت هذا العنوان أوردت الصحف الدنماركية، أول من أمس، خبراً عن أن الحكومة الدنماركية ـــــ تحت تأثير «حزب الشعب الدنماركي» اليميني المتطرف ـــــ قرّرت ترحيل شاب تونسي إلى مركز «الساندهولم» الخاص بطالبي اللجوء شمال جزيرة شيلاند (ثاني أكبر جزيرة دنماركية مأهولة)، بدلاً من إقامته في مدينة أورهوس Aarhus في جزيرة يولاند. إذ يعتقد أنّ الشاب الذي لم تُكشف هويته، كان يخطط لاغتيال كورت وسترغارد (73 عاماً) صاحب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى النبي، والذي يقيم أيضاً في أورهوس... ليس هذا فقط، بل أوصى القرار بتشديد قانون إقامة الأجانب في الدنمارك وتنفيذه على وجه السرعة.
وتزامن القرار مع لغط حول رسوم جديدة ستصدر الشهر المقبل ضمن كتاب بتوقيع لارس هيذكورد، الباحث والمؤرخ ورئيس جمعية «حرية الطباعة»، يعتمد فيه على رسوم توضيحية لكورت وسترغارد تتناول العديد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية التي تتّسم، حسب المؤلف، بالاستبداد والتعسّف...
الواضح أنّ الصراع ما زال محتدماً بين فريق كورت وسترغارد (الصورة) الذي يضم عدداً من المثقفين، وجماعات تكفيرية متشددة، وذلك على رغم مرور ثلاث سنوات على بداية هذا الصراع. إذ صرّح وسترغارد مراراً أنّ رسومه لا تصوّر رسول الإسلام محمد بن عبد الله، بل تفضح شخصيات تتخذ من الإسلام غطاءً لها لتنفيذ جرائم تهتز لها الضمائر، وهي شخصيات ظهرت في نهاية القرن العشرين وما زالت موجودة حتى يومنا هذا، مضيفاً: «حين وجد التكفيريون وقادة التنظيمات الإرهابية في رسومي رسالةً تفضح أفكارهم السوداء البعيدة عن الدين، راحوا يحاولون تدويل قضيتهم عبر التلفيق وتحريك عواطف البشر دعائياً كي لا يكونوا وحدهم على ساحة الانتقاد والفضح...» ثم وجّه كلامه إلى مسلمي الدنمارك في حوار قصير نشرته أخيراً جريدة «يولاند بوستن»، فطالبهم بأن يعتادوا قبول هذا النوع من الرسوم: «ليس عندي مشاكل مع الإسلام. مشكلتي هي مع إرهابيين يستخدمون الإسلام كديناميت فكري لهم. ومواطنونا المسلمون يجب أن يعتادوا أنّنا هنا في الدنمارك لا نهادن في فضح أيّ اعوجاج أو انحراف، أكان صادراً عن الملكة أم عن السياسيين أم عن رجال الدين».
وفي ضوء قرار إبعاد الشاب التونسي، تزايدت الخشية في أوساط الجالية العربية والمسلمة في مدينة أورهوس من تعرّض أفرادها لبعض المضايقات بسبب تلك الإجراءات.