ليال حدادلم تمرّ حلقة «هايد بارك» الذي نظّمته نهار الشباب في صيدا، على خير. أقلّه بالنسبة للمشاهد، الذي فوجئ بانقطاع البثّ والتوقف مع فاصل إعلاني، بسبب انفعال أحد الحاضرين. الحلقة التي تناولت ملفّ السلاح الفلسطيني، في لبنان عموماً وفي الجنوب تحديداً، بدأت بشكل طبيعي. تحدّث الشباب عن رأيهم بالموضوع، بحضور خالد الغربي عن التنظيم الشعبي الناصري وأحمد الحريري عن تيار المستقبل وخالد عارف ممثلاً الفصائل الفلسطينية. اختلفت آراء الشباب فمنهم من رأى ضرورة لهذا السلاح، ومنهم من طالب بتأمين حياة لائقة للفلسطينيين مقابل سحب سلاحهم. كذلك رأى بعض الشباب أنه يجب التفريق بين سلاح «القضية» والسلاح المدعوم من السوريين والذي «يهدف إلى زعزعة الاستقرار في لبنان» كما طالب شباب بنزع السلاح نهائياً لأنه «خطر على أمن لبنان».
إلا أن كل هذه التعليقات «مرّت على خير» إلى حين بدأ الشباب من التنظيم والتيار يربطون السلاح بالخلافات الداخلية اللبنانية، فاتّهم أحد مناصري تيار المستقبل، التنظيم الشعبي بتغطية أحداث 7 أيار وبالدفاع عن حزب الله، في مقابل اتهام «الناصريين»، تيار المستقبل بتمويل الجماعات الأصولية داخل المخيمات الفلسطينية وهو ما يمثّل المشكلة الحقيقية في المخيّمات. عندها غضب أحد مناصري «المستقبل» الحاضرين بين الجمهور وبدأ يناقش بصوت مرتفع ودون الالتزام بدوره في الكلام، رافضاً كل الاتهامات التي سيقت ضدّ تيار المستقبل. فانقطع البثّ للمرة الأولى وعندما عادت الصورة بدا وليد عبود الذي كان يدير الهايد بارك يكلّم الرجل. وبعد فترة عاد الشخص نفسه إلى الاحتجاج على الاتهامات التي سيقت ضد «المستقبل».
انتهت الحلقة، وبقيت أسئلة كثيرة تراود المشاهد. أولاً ما هي الحاجة إلى منبر آخر يعبّر فيه الشباب عن آرائهم بعصبية وبنقاش محتدم. «أن يبدأ الحوار بهذا الشكل أفضل من اللاحوار» يقول وليد عبود المسؤول عن الـ«هايد بارك» الذي يجول في المناطق. ويضيف عبود أنّ موضوع السلاح الفلسطيني مدخل للحديث عن مواضيع أخرى «ففي كل منطقة نبحث العنوان العريض وفي الجنوب كان السلاح الفلسطيني». ولكن هل فعلاً السلاح الفلسطيني هو الهمّ الأساسي للشباب في الجنوب؟ ماذا عن المقاومة والاحتلال الإسرائيلي؟ ماذا عن غياب أغلب كليات الجامعة اللبنانية عن المنطقة؟ لماذا لم يتطرّق الحديث إلى البطالة المنتشرة بين شباب تلك المنطقة؟
ثمّ لماذا اختيار صيدا وقبلها طرابلس وبيروت، ولاحقاً الشوف وعكار والبقاع، كما أكد عبود؟ هل صيدا تمثّل كل الجنوب؟ وأين بنت جبيل؟ وصور؟ والنبطية؟ ولماذا غاب ممثلو القوى الباقية كحزب الله، حركة أمل، الحزب الشيوعي والجماعة الإسلامية؟ هل التنظيم الشعبي الناصري وتيار الستقبل يختصران القوى الصيداوية
والجنوبية؟
أسئلة كثيرة بقيت عالقة بعد انتهاء «هايد بارك» الجنوب. أسئلة برسم المنظمين.