تنمو كالفطر وتجذب أبرز المنتجين والمخرجين: شركات تنفيذ البرامج وإنتاجها، تحتل اليوم هامشاً أساسياً من صناعة الترفيه التلفزيوني. وأصداء أعمالها التي تُنفذ في بيروت... وصلت إلى المحطات الأجنبية
هناء جلاد
مع تزايد عدد الفضائيات، ووسط تدفق رؤوس الأموال من عالم الترفيه التلفزيوني وإليه، كان لا بدّ من أن تنتشر الشركات التي تعنى بتنفيذ البرامج وبيعها إلى المحطات. ولأن برامج المنوعات تكتسح المشهد، وانطلاقاً من كون بيروت العاصمة الأساسية لتصدير هذا النوع من البرامج، بدأت شركات إنتاج البرامج وتنفيذها (Production House) تنمو كالفطر، جاذبةً أبرز المخرجين والمنتجين. من هنا، جالت «الأخبار» على بعض اللاعبين الأساسيين في هذه السوق، وتحدثت معهم عن المنافسة الشرسة والتحديات... والدخلاء. أما بالنسبة إلى الأرقام، فيتحفظ الكثيرون عن ذكر ما يتعلق بالأسعار، علماً بأن الحلقة الواحدة من برنامج ترفيهي كـ«ألبوم» (mbc) قد تصل كلفتها إلى ما يفوق الـ100 ألف دولار أميركي، مع الإشارة إلى أن التلفزيونات القادرة على تحمل مصاريف مماثلة، هي قليلة في الفضاء العربي.
في البداية، يقول المخرج باسم كريستو، صاحب شركة «بيريبا»، إن «المنتج المنفذ هو القادر فعلياً على التحكّم بكل التفاصيل. وبالتأكيد، لا يمكننا أن ننكر أنه نوع من «البزنس» المربح». ويشير إلى أن لبنان هو «المحرّك الأساسي في مجال الإنتاج الترفيهي التلفزيوني. صحيحٌ أننا في آخر اللائحة على مستوى إنتاج الدراما، إلا أننا في خضم المنافسة على تنفيذ إنتاج برامج منوعات لمحطات أوروبية وأميركية».
أما عربياً، فيضع علامة صفر للمقارنة بين الإنتاج اللبناني والإنتاج المصري في هذا المجال، و«الدليل أننا ننفذ ما يفوق ثلثي برامج الفضائيات، على رغم كل الظروف الأمنية السيئة التي عاشها لبنان أخيراً».
ورداً على افتقار هذه الشركات إلى عنصر الإبداع عند تنفيذ نسخٍ معرَّبة من برامج أجنبية، يجيب كريستو: «نضع دوماً في الاعتبار هامشاً للتعديل، يتناسب والذوق العربي من «شاكو ماكو» («الجديد») إلى «سوالفنا حلوة» و«تاراتاتا» («دبي»). كما نفذنا أفكاراً محلية ناجحة مثل «العراب» (mbc) و«كلمة فصل» («روتانا موسيقى»)... وبالنسبة إلى استقلال كوادر المحطات التلفزيونية بشركات إنتاج خاصة، يؤكد «المنافسة الطاحنة على جذب أكبر عدد من المشاهدين تفرض ميزانيات أضخم، وبالتالي لا بدّ من أن تكبر دائرة المنفذين المستقلّين. وبالرغم من كل ذلك ما زلنا بعيدين كل البعد عن الأرقام التي يصرفها الغرب. ومع ذلك، تبقى النتيجة واحدة من ناحية القيمة الإنتاجية والفنية. ومن هنا، ظهرت الفرصة لمنافسة الشركات الأجنبية على تنفيذ برامج للمحطات العالمية، والخطوة الأولى ستكون قريباً مع «بيريبا»».
أما المخرج بودي معلولي، صاحب «نيو لوك بروداكشن»، فيرى أن التلفزيون هو محرقة للمال، و«من يرد النجاح وسط كل هذه المنافسة، فعليه أن يكون محترفاً». ومعلولي يرفع لواء «البضاعة الجيدة». لذا، «أتولى أحياناً إنتاج بعض البرامج بسعر الكلفة». أما رهانه اليوم، فهو على الدراما اللبنانية، كوني أؤمن بأن هذا البلد الذي أطلق أولى المحطات العربية، لا بدّ من أن يعود إلى الواجهة والمنافسة ولو بعد حين.
وفيما انتهت شركته أخيراً من تصوير «الدنيي هيك»، وتعرض لها «المستقبل» حالياً «قول نشالله»... بدأ التحضير لمسلسل «الطائر المكسور». كما تتجه صوب السياسة مع الإعداد لبرنامج انتقادي اجتماعي ــــ سياسي من نوع خاص، يتناول الانتخابات النيابية المقبلة».
مع الممثل والمنتج شربل زيادة (شركة Falling Stars) يبدو الوضع مختلفاً. فهو يرى أن ازدهار صناعة البرامج عبر شركات تنفيذ مستقلة عن المحطات التلفزيونية، أمر طبيعي: «فإن افتتح أحدهم فُرناً في لبنان، يلحق به عشرة آخرون». أما على صعيد مستوى البرامج التي تقدم، فيعترف زيادة بأن ثلاثة أرباع الفضائيات تقدم الإباحية، وتحديداً تلك المخصصة بعرض الكليبات». أما المنتجة كريستين جمال (شركةIn Media Plus)، فتوافق على أن المنافسة كبيرة في مجال الإنتاج، لأنها «ترتبط بالعلاقات العامة أكثر منها بجودة التنفيذ... والدخلاء على هذه المهنة، ينقصهم الكثير من المعرفة في التفاصيل التي تؤمن لهم الاستمرارية». في المقابل، تشير جمال إلى أن المسألة برمتها تتعلق بالمُعلن، وتعلن عن انسحاب شركتها من تنفيذ «سوبر ستار»، لارتباطها بإنتاج ضخم لمحطة أخرى.