تنهمك حالياً بفيلم للروائية أحلام مستغانمي، وتستمتع بنجاح ألبومها الجديد. وبين هذا وذاك، تعيش زمن الخيبات من العراق إلى فلسطين... والأمّية المستشرية على طول العالم العربي
فاطمة داوود
الفرحة لا تتّسع لعيني الفنّانة التونسية لطيفة. فألبوم «في الـ كام يوم اللي فاتو» يحقّق نسبة مبيعات عالية، حسبما أبلغتها شركة «روتانا». أما جديدها، فيتمثلّ بالتحضير لبطولة فيلم سينمائي للروائية أحلام مستغانمي، وطرق باب الأغنية الخليجية. لطيفة التي زارت أخيراً بيروت للترويج لألبومها الجديد، تحدّثت الى «الأخبار» بسعادة عن تلقّيها أنباءً من المدن العربية عن نجاح عملها الجديد، وخصوصاً أنّه بمثابة تحدٍّ كبير، بعد تعاونها مع الفنان زياد الرحباني في «معلومات مش أكيدة»، فقالت «عرفت النجاح الحقيقي لأن الألبوم يحمل الكثير من التجديد في الموسيقى. هناك تمازج بين الشرقي والغربي بأسلوب لم تعرفه بعد الساحة الغنائية. لقد راهنت على الغرابة، فتلقّف الجمهور الأغنيات بكثير من الإعجاب، وأنا منذ زمن بعيد آثرت اختيار كل ما هو جديد فنياً». وأضافت: إذا لازَم الخوف الفنان، فلن يستطيع التطوّر. ولو أردت فعل ذلك لكنت قد بنيت مسيرتي كلّها على أغنية «بحب في غرامك» أو «انشالله». لكن لطيفة «خلعت هذه الأثواب» كما تقول، فغنّت لنزار قباني ومن ثمّ زياد الرحباني، ووقفت على مسرح الرحابنة، وأمام كاميرا المخرج يوسف شاهين، معلّقة «كلّ ذلك بهدف البحث وتكريس فن جميل وراق بعيداً عن التقليد الأعمى». واليوم، تتعاون مع بعض الأسماء الشابة والجديدة، ومع الفنان نصير شمّا، كي «تستشرف نبض العصر الحديث للموسيقى المعاصرة» .
لم تتعاون مع زياد الرحباني في الألبوم الجديد، لكنها بررت الأمر بسوء الظروف السياسية التي سادت لبنان أثناء تحضيراتها، فجرى تأجيل إدراج العملين المتوقّعين بينهما إلى الألبوم المقبل.
على رغم تجربتها الفريدة مع المخرج يوسف شاهين في فيلم «سكوت ح نصوّر»، رأى البعض أنّ الفيلم أخفق في تحقيق إيرادات مادية عالية، فما هي وجهة نظرها؟ «أعتقد بأنّ التجربة كانت ناجحة جداً، بدليل أن أغنية «المصري» أصبحت جزءاً من كل مصري، يردّدها في كل مناسبة، أما الحديث عن الإيرادات، فيمكن تبريره بتوقيت عرض الفيلم، حيث ترافق مع هجمات 11 أيلول/سبتمر، وقد أرخى الحادث بظلاله على العالم كلّه، وليس فقط على فيلم سينمائي».
لكن ما صحة ترشيحها للمخرج خالد يوسف كي ينفّذ فيلمها السينمائي الجديد؟ تجيب نافية «لم يُطرح الاسم، لكن سنتعاون بالطبع مع مخرج عربي بعد الانتهاء التام من كتابة السيناريو. ما زال الوقت مبكراً، ولن أتحدّث عن تفاصيل الدور كي أحافظ على خصوصيّة العمل بالكامل». كما تأمل لطيفة أن يكشف الدور عن قدراتها التمثيلية، التي بدأت معها منذ الصغر.
كما في الموسيقى، كذلك في المسرح، اختارت بعناية ظهورها، فدخلت مدرسة الرحابنة. هكذا وقفت بطلة في مسرحية «حكم الرعيان»، ثم رشحّت لدور «زنوبيا» لكن لم يكتب لها أداء الدور فجسّدته الفنانة كارول سماحة. لطيفة لم تشاهد المسرحية، لكنها رأت أنّها لو لم تجد نفسها قادرة على أداء الدور لما وافقت عليه وهو لمّا يزل على الورق، لكن ظروف إطلاق ألبومها السابق، وتأجيل العمل فوّتا عليها فرصة الفوز بالدور. في سياق حديثها كشفت لطيفة أنّ وزارة الثقافة المصرية لم تمنح مسرحية «حكم الرعيان» إذناً بالعرض في مصر، بسبب معارضتها مبادئ النظام السياسي هناك. فالتوريث السياسي مسألة لا يمكن المسّ بها، وقد تدخل تحت بنود المسّ بالأمن القومي!
تعدّ لطيفة من الفنّانات القليلات اللواتي يصرّحن بآرائهن السياسية. إذ كثيراً ما وقفت لتعلن موقفها الداعم للقضايا العربية بالكلمة واللحّن، وهي ما زالت تعيش زمن الخيبات «أعيش خيبة احتلال العراق وفلسطين وعام النكبة والنكسة، والأميّة المستشرية في العالم العربي، لأن الجهل هو أكبر الخيبات»، لذا حين فكّرت الفنانة التونسية في العمل الخيري كان نشر التعليم أوّل اهتماماتها «لا وقت لدينا لنضيّعه في انتظار خطط الدولة».
وبشأن الموضوعين اللذين شغلا الوسط الفني أخيراً، الأول كان خلاف لطيفة مع الفنانة البحرينية أحلام، التي عارضت غناء لطيفة باللهجة الخليجية، أوضحت الفنانة التونسيّة «لا يجوز التفرقة بين الخليجية والمصرية واللبنانية، نحن شعب عربي واحد، نتحدّث بلهجة واحدة، فكيف يمكن أن نجزّئ اللغة؟ هناك فنانون عالميون غنّوا بلغات مختلفة كالإسبانية والبرتغالية والإنكليزية، ولم يتّهمهم أحد بالتعدي». وحين تسألها عن شائعات تحدّثت عن ارتباطها سابقاً ارتباطاً سرّياً برجل الأعمال المصري هشام طلعت، تجيب «لا تعليق».


لطيفة ضيفة جومانا بو عيد في حلقة الليلة من «كلمة فصل» عند العاشرة مساءً على «روتانا موسيقى»