زياد عبداللهليس للسينما الكازاخستانية إلا أن ترشِّح فيلم Mongol (المغول) لأوسكار أفضل فيلم أجنبي (راجع زاوية «إضاءة» إلى يمين الصفحة)، وأن تجد في قصة حياة جنكيز خان مساحةً لتقديم فيلم ملحمي، يضعنا مباشرة أمام المصائر السوداء المتوالية التي عصفت بحياته، وصولاً إلى انتقامه، أو تجسيده لمقولته الشهيرة «سأوحّد المغول ولو كلّفني ذلك إبادة نصفهم»، وهذا ما فعله حقيقةً في الفيلم والتاريخ. حياة جنكيز خان أو تموجين، كما هو اسمه في البداية، تمتلك كل العناصر الملحمية، فهي حياة تختزل سيرة شعب ومصيره. حياة لا تعرف إلا الصعود والهبوط، وهي دوماً في تطرف مفرط. مع بداية الفيلم، وحين يكون تموجين في عمر التسع سنوات، يُقتل والده مسموماً، ويطرد من ملكه، ويبقى ملاحقاً على الدوام ناجياً بأعجوبة في كل مرة من القتل، مع ملاحقته أيضاً لعروسه التي كلّما فرّقته الأقدار عنها كلما ازداد صراعه معها.
حياة تموجين تشتمل على كل مقوّمات الأسطورة، إلى درجة يمكن اعتبار الفيلم متمحوراً حول المقولة التي يبدأ بها، ألا وهي «لا تظلم الشبل الصغير، فقد يصير أسداً متوحشاً». منذ المشاهد الأولى يطالعنا مصير غائم مليء بالعذاب، بدءاً من اليتم وصولاً إلى العبودية. إذ يتحوّل إلى عبد يقبع خلف القضبان لا لشيء إلا ليتفرّج ويتندّر عليه الناس، ومن ثم روح الانتقام، مضافاً إلى ذلك الرؤية التي يحملها الكاهن البوذي، وتدخّل العناصر الخارقة للطبيعة مثل «إله الرعد» الذي يستمدّ منه تموجين دائماً القوة. ويكون «إله الرعد» في النهاية عاملاً أساسياً في انتصاره النهائي على شارخو وقواته التي تفوق عدد قوات تموجين، فهو وحده لا يخاف من الرعد على عكس السائد لدى المغول، وبالتالي فإنّ قواته قد صارت إلى ذلك.
فيلم «المغول» الذي أخرجه سيرجي بودروف يحمل جماليات خاصة ومشهدية عالية بل جميع الإمكانات المتاحة أمامه لتقديم فيلم ملحمي بكلّ أبعاده، من دون أن يضحّي بأدنى تفصيل، كأن يمتد تدريب الخيالة إلى شهرين، ويستقدم عشرة آلاف رجل من كازاخستان إلى الصين التي صوّر فيها ليكونوا مجرّد كومبارس.


Mongol : «سينما سيتي» (01/899993)، «أمبير دون» (01/792123)، «أمبير سوديكو» ( 01/616707)، «بلانيت أبراج» (01/292192)، «بلانيت طرابلس» (06/442471)، «بلانيت الزوق» (09/221363)