نزاعات قضائية بين المخرج والمؤلف منار ديب
لم تكد mbc تُعلن عن جزءين جديدين من «باب الحارة»، حتى أتت المفاجأة من مكان آخر. ذلك أنّ المخرج بسام الملا ينوي رفع دعوى قضائية ضدّ مروان قاووق، كاتب المسلسل الشهير، بعد إعلان الأخير توقّفه عن كتابة الجزءين الرابع والخامس. لكن قاووق أوضح في حديث مع «الأخبار» ملابسات الموضوع، شارحاً: «حقيقة الخلاف تعود إلى أن الملا غير راضٍ عن كتابتي عملاً شامياً آخر، وهو يريدُ حماية عمله». والمقصود هنا مسلسل «بيت جدي» الذي يكتب قاووق جزءه الثاني بالتوازي مع الجزء الرابع من «باب الحارة». كما كان الملا قد طلب من الممثلين المشاركين في «باب الحارة» عدم الاشتراك في أعمال شامية أخرى في الموسم الأخير. ولا يربط الكاتب الأمر بزيارته الأخيرة إلى ليبيا، «الملا اتصل بي قبل الزيارة وكنتُ في المطار. كان يريد أن يُكتَب العمل بسرعة، وسفرتي كانت ضرورية، وقد بعتُ خلالها أعمالاً معاصرة لا أعمالاً شامية. وعلى رغم أن «بيت جدي» هو عملٌ بيئي، لكنني وقعت عقده قبل توقيع عقد «باب الحارة»».
وإذا لم يكن الانشغال بكتابة «بيت جدي» هو سبب تأخر قاووق في تحضير نص الجزء الرابع من «باب الحارة»، فما هو السبب؟ «لقد تعرضتُ لأزمة صحية، وأجريتُ عمليتين جراحيتين، وتوقفت عن الكتابة لمدة شهر و10 أيام. وذلك قبل السفر إلى ليبيا، وكان الملا يعلم بذلك. لكن ما أزعجه هو أنه سمع أنني أكتب «بيت جدي 2»، وأنني بعتُه وقد كتبت حتى الآن 60 في المئة منه. أما الأعمال المعاصرة الأخرى التي بعتها، فكتابتها منجزة». إلا أن قاووق ينفي أن تكون لأيّ جهات ليبية علاقة بإنتاج «بيت جدي» بجزءيه، ويؤكد أن العمل من إنتاج شركة «غولدن لاين السورية» وفضائية LBC، وهي لم تعرض الجزء الأول حتى الآن، لكنه يوضح أن المساهمة الليبية كانت مطروحة في البداية.
يرفض قاووق القول إنّ كتابة «بيت جدي 2» تشغله عن كتابة «باب الحارة 4». ويقول: «من حقي بيع أعمالي وملء جيوبي، وتحسين وضعي. ما حصلتُ عليه لقاء الجزءين 4 و5 من «باب الحارة» هو فتات، وما حصلت عليه من الأجزاء الثلاثة الأولى مجتمعة لا يعادل نصف ما يُدفع لي الآن عن عمل واحد. ومع ذلك، يريدني الملا ألا أبيع أعمالاً أخرى». وبخصوص السلف المالية التي قبضها عن «باب الحارة 4»، يبدي استعداده لإعادتها: «أما كالتزام أدبي، فأنا مستعد أن أكمل إنجاز العمل، لكن بسام الملا يرفض. وقد وضع حلّين أنا أرفضهما: الأول هو القضاء، والحل الثاني صعب وقاسٍ، أي التعاون مع كتاب آخرين. لم يضع بسام الملا حلاً وسطياً، علماً بأنني قلتُ له إنني سأكمل لك الرابع، ونؤجل الخامس». في إشارة إلى رغبة المخرج في تصوير الجزءين معاً هذا العام.
ويضيف قاووق موضحاً: «هو من بدأ بالتلويح بالقضاء، ووجه لي إنذاراً، لأنني لم ألتزم بالوقت، علماً بأن عقدي لا ينص على أي مواعيد للتسليم، ولا يحق له قانونياً استعمال الاسم «باب الحارة»، لأن النص ملكي... إلا إذا قدمت تنازلاً». وهنا، يعول قاووق على عدم وجود جداول زمنية في العقد. لكنه، في المقابل، سيرفع دعوى على المخرج بسام الملا، إذا كلّف كتّاباً آخرين بإكمال العمل تحت المسمى نفسه. وينتقل قاووق من الدفاع إلى الهجوم: «أسلوب التهديد الذي استعمله لم يعجبني، فضلاً عن التلويح بالغرامة المالية والقضاء... لا أريدُ أن أخسر بسام الملا، فهو من أخذ بيدي وهو سبب شهرتي، وأرفض أن يوقع بيننا أحد. لا اتصالات بيننا الآن، والمشكلة انتقلت للقضاء بعد توكيله محامياً، وأنا سأدافع عن نفسي. لكنني لم أتحرّك ضده قضائياً ما دام لم يستخدم اسم المسلسل. وأنا أثقُ بالقضاء السوري النزيه، وإن كنت أتمنى أن يحل الموضوع ودياً».
لكن هل «باب الحارة» ما زال قادراً على الاستمرار، وخصوصاً أن الجزء الثالث لم يحقق الصدى المرجو؟ يجيب: «حكايات الجزءين الرابع والخامس جاهزة، وقد اتفقنا عليها. لكن لنكن صريحين، المحرك الرئيسي مالي وتجاري، سواء تعلّق الأمر بي أو بالمخرج أو بـmbc. لأن العمل قدم للقناة ربحاً كبيراً، ومن حقها أن تكرّس سياسة الربح هذه. أما أنا، فحتى لو أنني أردت أن أروي حكايات جميلة وأن أوصل رسالة... يبقى المال هدفاً بالنسبة إليّ».


أبو عصام

قد تكون شخصية “أبو عصام” هي الأكثر رسوخاً في الذاكرة من «باب الحارة». لكن “أبو عصام” (عباس النوري) الذي افتُتح الجزء الثالث بجنازته، وسط تفسيرات متضاربة لتغييب هذه الشخصية التي أعطت للعمل زخمه الدرامي... سبق له أن وصف مروان قاووق، بكاتب يكتب بـ«الريموت كونترول». وذلك بعد نفيه خلافات تتعلق بالأجر لعدم مشاركته في الجزء الثالث. وهنا، يبدي قاووق استعداده لأن يحلف على كتاب الله بأنه «لم تكن هناك أي ضغوط لاستبعاد أبو عصام». ويقول: «لقد كتبت 22 حلقة من الجزء الثالث كان فيها، ثم أعدت صياغتها لأن الحكايات كانت مفبركة. وبسام الملا قرأ العمل، فقلت له هناك عدد من الشخصيات سأغير فيها، فاستفدت من خروج أبو عصام، وبنيت قصة كبيرة في بيته عن الإرث والعداوة بين الأشقاء... الملا لم يطلب مني شيئاً».


«عندما يرحل القمر»