بشير صفيرمنذ سنة، صدر في فرنسا ألبوم غير مُعَنوَن للمغنية الفرنسية ـــــ الإسرائيلية من أصل تونسيّ ياعيل نعيم. حقّق لها هذا العمل شهرةً عالميةً بفضل إحدى أغنياته، New Soul التي احتلّت المراتب الأولى على الإذاعات في العالم... وفي لبنان أيضاً! ولدت نعيم في فرنسا عام 1978 من أسرة تونسية يهودية. هاجرت مع أهلها إلى الدولة العبرية عام 1982 حيث درست الموسيقى، قبل أن تُستدعى إلى الخدمة العسكرية (على الأرجح عام 1996، لبلوغها سن الـ18. أي قد تكون أسهمت ولو بحبّةٍ، في «عناقيد الغضب»). عام 2000، عادت إلى فرنسا فأصدرت ألبوماً لم يحقق نجاحاً يذكَر، إلاّ أن الجمهور تعرّف إليها من خلال مشاركتها في المسرحية الغنائية الشهيرة «الوصايا العشر» (بدَور مريم)، وبعدها في «سبارتاكوس المصارع».
في تشرين الأول (أكتوبر) 2007، أصدرت ألبومها الثاني الآنف الذكر. ومنذ بضعة أشهر، بدأت محطتان إذاعيتان محليّتان (وربما أكثر)، نتمتّعان بانتشار واسع في الأوساط الشبابية، ببَثٍ متكرِّر لأغنية «نيو صول» شأنها شأن الأغنيات «الضاربة» عالمياً. بدايةً يجب الإشارة إلى أن التأخير في تناول الموضوع سببه السعي إلى الحصول على الألبوم الأصلي كاملاً من الخارج، إذ تعذّر وجوده في لبنان (لاحتوائه على أغنيات باللغة العبرية)، وذلك بهدف الإحاطة الدقيقة بالموضوع. ماذا في الألبوم؟
13 أغنية: 6 بالعبرية، واحدة بالعبرية والفرنسية، اثنتان بالعبرية والإنكليزية، 4 بالإنكليزية (بينها «نيو صول» التي تذاع في لبنان). الموسيقيون المشاركون بعضهم إسرائيليون. أمّا النصوص، العبرية في الجزء الأكبر منها (لم ترِد أي ترجمة لها في الكتَيِّب المُرفَق)، فهي بسيطة المغزى، وبيَّنت ترجمتها أنّها تتناول مواضيع عاطفية وجدانية. وثمة إشارة غير مباشرة إلى إسرائيل في أغنية «باريس» حيث تصف نعيم علاقتها بالعاصمة الفرنسية: «... بعيداً من منزلي وحبيبي...».
إنّ الهدف من هذه الإضاءة هو لفت الأنظار إلى قضيّة خطيرة، لا اتهام الإذاعتين المعنيّتين اللتين امتنعنا عن تسميتهما (بغض النظر عما إن كانتا على علم بجنسية ياعيل نعيم أم لا). إننا نشير إلى فخ جديد يمتدّ إلينا، مذكّرين بأن الوعي هو من أهم عناصر مواجهة التطبيع الثقافي مع العدو الاسرائيلي... بالإذن من إسحق لاؤور!