تعود بثلاثة أعمال دراميّة تتنوع بين الكوميدي والتاريخي والاجتماعي. الممثلة اللبنانية تطالب بالمشاركة في فيلم «القديس شربل» وتطلّ في «جبران» سمير حبشي
باسم الحكيم
بانتظار بدء تصوير الدراما التاريخيّة «أشرقت الشمس» مطلع العام الجديد، تمضي رولا حمادة أيّامها ولياليها في الأجواء الكوميديّة التي لم تغادرها منذ سبع سنوات، وهي الفترة التي صوّرت فيها الكوميديا الاجتماعيّة «فاميليا» للكاتبة منى طايع في جزئها الأول، تبعها الجزءان الثاني والثالث. بعد الاتفاق المبدئي على تنفيذ عمل يستثمر نجاحها مع شريكها جورج شلهوب في جزء رابع أو في فيلم سينمائي، اتفقت مع صديقتها طايع وشلهوب على أن يكون اللقاء الموعود مع مسلسل «فارس الأحلام». هكذا، تتفّرغ حمادة لتصوير مسلسلها الكوميدي تحت إدارة جورج شلهوب، ثم تنضم إلى طاولة المخرج ميلاد أبي رعد لبدء قراءات حلقات «أشرقت الشمس». وهي تطل سينمائيّاً أيضاً مع المخرج سمير حبشي في فيلم عن جبران خليل جبران. وفي جدول أعمالها لعام 2009 أيضاً، مسلسل آخر بعنوان «الاستمرار» من كتابة ناجي معلوف.
في العامين الأخيرين، تردد اسم حمادة كبطلة لأكثر من عمل، بينها «بين بيروت ودبي» الذي سرعان ما اعتذرت عنه، ربما خوفاً من ألّا يتقبلها الجمهور في دور المرأة الجبّارة التي تسعى لتدمير شريك حياتها. واليوم تحرص على متابعته باهتمام، «لأنه يهمني أن أرى نتيجة عمل المنتج مطانيوس أبي حاتم الحريص جداً على تأمين العدّة الإنتاجيّة الكاملة من أجل إنجاح أعماله، ولأنه يلفتني إحساس ميلاد أبي رعد بكاميرته، وأسلوب إدارته لممثليه، وأحب رؤيته الإخراجيّة بصورة عامة». وفيما تثني على «الأداء المتميّز لكارمن لبّس»، تتحفظ على الاستفاضة في الحديث عن العمل، «كانت عندي ملاحظات في ما يتعلّق بالنص الذي قرأته».
وبعيداً عن هذه الأجواء، لعل حمادة هي الممثلة الوحيدة التي شاركت في أعمال دراميّة عدة عن حياة الكاتب جبران خليل جبران. تقول: «لعل القدر هو الذي جعلني أشارك فيها، في كل مرة أكون جاهزة نفسيّاً للأمر، إضافة إلى مشاركتي طبعاً في المسرحيّة». في الفيلم السينمائي الذي كتبه ألكسندر نجّار وأخرجه سمير حبشي وينطلق عرضه في الصالات السينمائيّة في آذار (مارس) المقبل، هي ماري هاسكل، بعدما جسّدت شخصيّة باربرا يونغ في مسلسل «الملاك الثائر» للمخرج محمد فردوس الأتاسي والمنتج نادر الأتاسي.
رغم ازدحام جدول أعمالها في الفترة المقبلة، تبدو حمادة متخصّصة بالأعمال التلفزيونيّة لمنى طايع منذ مدّة، وتجاهر بأنّها توافق على نصها «عالعمياني». تجيب: «أجد نصها جميلاً، وواثقة بأنّه لا يمكن أن تكتب لي دوراً لا يجد صداه المطلوب عند الجمهور». تشرح عن شخصيّة راية نجم التي تؤديها هنا.
تعرب عن رضاها عن نص «فارس الأحلام» الذي تتوزع بطولته بينها وبين جورج شلهوب وإلسي فرنيني، وعصام الأشقر وطوني معلوف وبياريت قطريب، إضافة إلى مارينال سركيس.
ترفض رولا حمادة فكرة أنّها لا ترضى بدور ما لم يكن بطولة مطلقة، وأن تكون شخصيتها محرّكة للأحداث، فتسارع إلى النفي: «لم يأت «فاميليا» على هذه الصورة، ولو بدت الشخصية مرتبطة بالجميع ومحوريّة». أولم تكن نبيلة شقير تمسك خيوط اللعبة كلها في يديها؟ توافق على هذا التصنيف، وتقول هنا أيضاً: “شخصيّة راية نجم التي أؤديها، ترتبط بالجميع، لكن الكاتبة منى طايع تعرف كيف تشعّب الموضوع وتعطي لكل شخصيّة حقّها ومكانتها. في المقابل لا أرضى بشخصيّة لا ترضيني، علماً بأنّ نصوصاً عدّة عرضت علي واعتذرت عنها، عندما عُرضت أحبّها الجمهور». وتشرح بأنّ «راية هي «دينامو» العائلة، وقد تخطت سن 36 من دون زواج، وما زالت ترفض الزواج التقليدي وتنتظر فارس أحلامها الذي شاهدته للمرّة الأولى في حوار تلفزيوني، وقررت التقرّب منه». وتضيف: «يبدو الموضوع للوهلة الأولى بسيطاً وخفيفاً، غير أن الكاتبة تحمله مسائل مهمّة تمر إلى جانب النكتة والموقف الطريف»، واصفة الشخصيّة التي تؤديها في هذا العمل بالجديدة، «حرصت على أن أشتغل على أدق التفاصيل، وأن أغيّر حتى في طبقة صوتي، كوني أرى أن الصوت هو أداة للممثل كجسمه ووجهه...».
وفي هذه الأثناء، تغيب حمادة عن أعمال الكاتب شكري أنيس فاخوري الذي حققت معه نجاحاً كبيراً في «العاصفة تهب مرتين» (إخراج ميلاد الهاشم) و«نساء في العاصفة» (إخراج باسم نصر). ويبدو أن مشروع مسلسل «العائدة» لفاخوري الذي يدور حول امرأة تخرج إلى الحياة، بعدما ظلت سنوات طويلة حبيسة القضبان، سيظل حبراً على ورق حتى إشعار آخر.
ويبقى أنّ حمادة دعيت لبطولة مسرحيّة «عودة الفينيق» لمنصور الرحباني، وأبدت موافقتها المبدئيّة وشاركت في البروفات لبضعة أيّام، قبل أن تعتذر لعدم تمكنها من الالتزام بالعرض في ظل انشغالاتها التلفزيونيّة.


من أجل مشهدٍ واحد!

لعل القدر هو الذي جعل رولا حمادة (الصورة في دور ماري هاسكل) بطلة في الأعمال الجبرانيّة، لكن في ما يتعلّق بفيلم «القديس شربل»، فهي من اتصل بالكاتب منير معاصري، وطلبت منه أن يكتب لها ولو مشهداً واحداً في فيلمه «القديس شربل» إلى جانب أنطوان بلابان وإيلي متري. تقول: «مار شربل بالنسبة إليّ صديق كما القديسة رفقا، وأتواصل معهما يوميّاً. عندما شاهدت اللوحات الإعلانيّة عن الفيلم، شعرتُ بأنّه يستحيل أن يُعرض العمل من دون أن أمرّ فيه، فاتصلت بمنير معاصري وقلت له أريد أن أكون معكم، ولا تهمّني مساحة الدور، فكتب لي مشهداً نزولاً عند طلبي، سأصوّره في 5 كانون الأول (ديسمبر)».