دمشق ــــ خليل صويلح أما زياد منى، مدير دار «قدمس»، فله رأي آخر، إذ يرى أنّ معرض بيروت ما زال في طليعة معارض الكتب العربية، لأنّ بيروت مركز للنشر وصناعة الكتاب العربي، إضافة إلى انعدام الرقابة على المخطوطات. لذا، فهي تبقى رئة للناشر السوري أو المصري الذي يجد تعنّتاً رقابياً في بلده. ويستدرك قائلاً: «صحيح أنّ الوضع الأمني والتخوّف السياسي من بعض الناشرين السوريين أثّر إلى حدٍّ ما في نسبة المشاركة، لكن الأمور في طريقها إلى الانفراج».
وإذا كان الناشر السوري يرغب غالباً في المشاركة في معارض الشارقة ودبي والرياض والكويت، لأسباب اقتصادية في المقام الأول، فإن القطيعة الرسمية بين لبنان وبلده خلال السنوات الماضية، لم تجعله يتخلّى كليّاً عن حلمه البيروتي... فما كادت تلوح في الأفق بوادر تحسّن العلاقات، حتى تشجّع بعض دور النشر السوريّة على المشاركة، مثل «الفكر» و«المدى» و«نينوى» وغيرها ممن راهن على عناوين لافتة، يتوقع أن تلقى إقبالاً من القارئ اللبناني. وتراهن دار «قدمس» على عناوين إشكالية مثل «مريم المسلمة» للمفكر الفرنسي ميشيل دوس، الكتاب الذي لم تفرج عنه الرقابة السورية حتى الآن، و«تاريخ نصارى العراق» لرفائيل بابو إسحق، و«الملكية الإسلامية» لعزيز العظمة. أما دار «التكوين» فتشارك بثلاثة كتب عن شعر أدونيس، أبرزها «أدونيس مقام التحوّل» لأحمد دلباني، و«موسوعة أدب المحتالين»... ومن جهتها تقترح «المدى» الموزّعة بين دمشق وبغداد، بعض العناوين الجديدة: «المسرح من التحريم إلى ما بعد الحداثة» لعواد علي، و«ريلكه ــــ الأعمال الشعرية الكاملة» و«ديوان الشعر الأمريكي الجديد».
والجدير بالذكر هنا، أن بعض دور النشر اللبنانية انتبهت أخيراً، إلى الكاتب السوري، فقد استقطبت دار «الآداب» أبرز الأسماء الجديدة في الرواية السورية، مثل خالد خليفة، وسمر يزبك، وديمة ونوس، ومحمد الحاج صالح، وكاتب هذه السطور. فيما قدمت دار «الريس» أعمالاً روائية لفواز حداد (المترجم الخائن) ومحمد أبو معتوق (الجني والقمقم). والروايتان ظهرتا في القائمة الطويلة لجائزة الـ«بوكر» العربية في دورتها الثانية. أما دار «الساقي» فقد التفتت إلى نشر أعمال عدّة للروائية هيفاء بيطار، وهي بذلك تستعيد مجداً قديماً، كانت بيروت رائدته في ستينيات القرن المنصرم، عندما ضاقت فسحة الحرية في دمشق، ووجد الكتاب السوريون هواهم المفقود في بيروت. ألم تنهض مجلة «شعر» على أسماء سورية مثل أدونيس، ومحمد الماغوط؟ كذلك، فإن نزار قباني المنفي طوعاً من دمشق الخمسينيات، بعد الحملة الضارية التي واجهها إثر صدور ديوانه الأول «قالت لي السمراء»، كتب في بيروت أجمل قصائده، قبل أن يؤسس دار نشر باسمه. ومن بيروت، لمعت أسماء غادة السمان، وحميدة نعنع، وأمل جراح، وسنية صالح، وسليم بركات... فهل تستعيد المدينة دورها، وخصوصاً أنّها ستكون، بعد أسابيع قليلة، عاصمة عالمية للكتاب؟


تقيم دار «المدى» حفلات توقيع لإصداراتها التالية:
· «الخوف والجوع في حياة محمد الماغوط» لعيسى الماغوط (5/12، س 5)
· «ماض لا يمضي» و «الإمامان موسى الصدر وشمس الدين ذاكرة لغدنا» للسيّد هاني فحص (2/12، س 5)
· «جبل الزنابق» لسمر يزبك (4/12، س5)