بيت من قصيدة لمحمود درويش استعاره عبد الباري عطوان عنواناً لكتابه «وطن من كلمات» (A country of words) الصادر بالإنكليزية عن «دار الساقي». والكتاب الذي جاء عنوانه الفرعي «رحلة فلسطينية من مخيم اللاجئين إلى الصفحة الأولى» هو عبارة عن مذكّرات تحكي الرحلة الشاقّة التي قطعها ذلك الشاب من مخيّم دير البلح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة إلى رئاسة تحرير صحيفة «القدس العربي» في لندن. وبين المحطّتين، تفاصيل كثيرة شخصيّة وعامّة يسردها هذا الإعلامي الذي تنقّل بين صحف عربية عديدة من «البلاغ» الليبية إلى «المدينة» السعودية، مروراً بـ «الشرق الأوسط» قبل أن تتأسّس «القدس العربي» عام 1989. والمحطّة الأخيرة تُعد الأبرز، فعلى منبرها، خاض عطوان معارك سياسية جعلته الشخصيّة المثيرة للجدل التي تتهافت عليها الشاشات الفضائية والعربية.يهدي عطوان كتابه إلى «الأطفال اللاجئين في العالم كلّه، وخصوصاً أطفال المخيّمات في فلسطين والمنافي» وأيضاً إلى الكاتبة الراحلة مي غصوب التي «لولا إلحاحها، لما صدر الكتاب»، مشيراً إلى أنّ النسخة العربية من الكتاب ستحتوي على تفاصيل إضافيّة ومعلومات مهمّة.
في271 صفحة، يسجّل عطوان محطّات بارزة في رحلته الصعبة من ولادته عام 1950 في مخيم دير البلح ثم رحلته إلى الأردن حيث أكمل دراسته الإعدادية والثانوية عام 1967. وفي 1970، سيلتحق بجامعة القاهرة ويتخرّج بتفوق من كلية الإعلام. ثم حاز دبلوم الترجمة من الجامعة الأميركية هناك. ومنذ عام 1978 سيستقرّ في لندن حتّى اليوم. وبين صفحات السيرة تلك، يستذكر عبد الباري عطوان جلسة الشاي التي جمعته بالمرأة الحديدية مارغريت تاتشير، ولقاءه أسامة بن لادن واجتماعاته مع ياسر عرفات...
لم يكتب عطوان هذه السيرة «لتصفية حسابات شخصيّة لكنّها لعذابات العربي» كما يقول، مضيفاً إنّ كتابه هو «مزيج من السيرة الذاتية والتحليل السياسي والأدبي والروائي» حيث يستغلّ تجربته السياسية والإعلامية لشرح المرحلة من خلالها. وفي هذا الإطار، خُصّص الغلاف الأخير للكتاب لشهادة من الكاتبة بولي توينبي، رأت فيها أنّ «الصوت الموثوق لعبد الباري عطوان وكتابته التصويرية الحادة يعيدان إلى الحياة طفولةً ملأى بالأحداث وسط صعاب وأحداث مأساة منطقة الشرق الأوسط».