انتهى موسم رمضان، وبقيت ضجّة مسلسلاته. وها هي سهرات العيد تتحوّل، على الفضائيات إلى مناسبة للتطبيل، والاحتفال بالممثلين السوريين و... تصفية الحسابات
منار ديب
بعد «دوشة» رمضان، والميزانيات التي رصدتها كل محطة لأعمالها في موسم المواسم، كان لا بدَّ من استثمار الضجة حتى الرمق الأخير. هكذا، شهدت أكثر من محطة، لقاءات للإضاءة على مسلسلات رمضان. فحضر الثناء والمديح، وغاب النقد الجدي. فضائية «دبي» مثلاً خصصت يوماً أول للدراما السورية، وثانياً للدراما الخليجية، وثالثاً للمسلسلات المصرية. ووسط هذه السهرات، سجلت «الاحتفالية السورية» أكثر من علامة استفهام. استضافت بروين حبيب فريق مسلسلي «صراع على الرمال»، و«الحوت»، في جلستين منفصلتين. وفي سهرة «صراع على الرمال»، حضر كل من المخرج حاتم علي والكاتب هاني السعدي، والممثلون صبا مبارك وعبد المنعم عمايري وباسل خياط وقمر خلف ومنى واصف ونضال نجم.
المخرج حاتم علي تراجع عن أطروحة التوثيق للبيئة البدوية، وقال إن للعمل روح حكاية، وإن الألوان المبهرجة التي ظهرت في المسلسل كانت ذات وظيفة جمالية. وهو تجنب كلمة فانتازيا وفضّل كلمة حكاية. أما الكاتب هاني السعدي، فقد عرّفته بروين حبيب بأنه كاتب السيناريو لا المؤلف. ذلك أن المؤلف هو حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كما هو معروف. ولوحظ أن الضيوف كانوا يصفقون، كلَّما ذكر اسم الشيخ (وقد ذكر كثيراً)... فهل هذا دليل امتنان وعرفان أم تأثر بالتربية! الممثل الشاب نضال نجم كان يسبق كل جملة يقولها بالإشادة بالشيخ محمد. أما صبا مبارك، فقد أكدت على «البراءة التي سادت العمل والتي بتنا نفتقدها». وعبد المنعم عمايري قال إن دوره في المسلسل «رقيط» قد أطلقه عربياً، فيما عبرت منى واصف عن سعادتها الكبيرة لمشاركتها في هذا العمل. (علماً أنها بدت متبرمة في الجلسة التالية مع أسرة «الحوت»، وقالت إن مخرجه رضوان شاهين عاملها كعسكري). أما باسل خياط، فقد ظهر بليغاً، وتحدث بفصحى سليمة، مشبهاً اللهجة البدوية بإيقاعها باللغة الشيكسبيرية!
وفجأة (وبملء إرادته؟)، اتصل الصحافي السوري خالد مجر من جريدة «الثورة» بالبرنامج، مشيداً بالعمل. وتلته اتصالات من إعلاميين ومواطنين، طالبت بإشراك ممثلين خليجيين في أعمال مماثلة. وشكَر المنتج المكتب الإعلامي لحاكم دبي على توفيره هذه الفرصة للمبدعين العرب!
في القسم المخصص لمسلسل «الحوت» الذي ضمَّ المخرج رضوان شاهين والمنتج هاني العشي وبسام كوسا وخالد تاجا وسلوم حداد ولورا أبو أسعد ومنى واصف... جرى التطرق إلى موضوعات كاللهجة التي لا تتطابق مع البيئة الساحلية في المسلسل، والدور المركب الذي أدّاه بسام كوسا (أسعد الحوت). وهنا، وصف خالد تاجا بسام كوسا بـ «حوت التمثيل»، فرد عليه: أنت أستاذنا. أما الممثلة لورا أبو أسعد، فقالت إنها شعرت بالرهبة للوقوف أمام كوسا للمرة الأولى. ومن جهته، بدأ سلوم حداد أميل إلى المزاح وإشاعة جوّ مرح، لكنه دافع عن الأعمال التاريخية بقوة، وهي التي لا يستسيغها زميله كوسا.
من جهة ثانية، استضاف تلفزيون قطر في أول أيام العيد، الفنانين عباس النوري وجمال سليمان. وتحدث الأخير عن مسلسله «أهل الراية» الذي تعرضه القناة. كما عرج على تجربته المصرية، مؤكداً أن وضع الفنانين السوريين في مصر عرف نقلة بتأثير «حدائق الشيطان» الذي أدّى سليمان بطولته. أما عباس النوري، فرأى أن أفضل عملين لهذا العام هما «ليس سراباً»، و«أبو جعفر المنصور» اللذين يؤدّي بطولتهما، وغمز أكثر من مرة من قناة «باب الحارة»!