ليال حداد«نحذّر المشاهدين من أن التقرير يحتوي على مشاهد مؤذية لذوي الإحساس المرهف والأطفال»... لم تكن إشارة جورج صليبي (مذيع النشرة) كافية لتبرئة ساحة قناة «الجديد»، وتفهُّم سبب عرضها عند نشرة أخبار الثامنة من مساء أول من أمس، لصور امرأة انتحرت في شقتها، بواسطة مبيد للحشرات. فيما جسدها مشوّه بسبب مرور ثلاثة أيام على الحادثة. ذلك أنه حتى الكبار، ومَن لا يتمتعون بحس مرهف، تأذوا كثيراً من التقرير. فلا صور الدم، ولا ذكر نسب المرأة واسم طليقها وأولادها... قد تفيد المشاهدين بشيء. ناهيك عن أن عشرات الأطفال، ممن تسمروا أمام الشاشة في إجازة العيد، قد أغفلوا التحذير. ولم يتوقّعوا وأهلهم بثّ هذه المَشاهد في نشرة تقدم عند الثامنة مساءً. ثمّ، لم يفهم المُشاهد معنى تجوال الكاميرا في غرفة المرأة المنتحرة وتصوير سجائرها وسريرها، وعرض رسائل شخصية، وشخصية جداً، قد تكون كتبتها لأولادها. إضافة إلى قراءة ما كُتب، كي يسمع مَن لم يستطع تمييز الخط! صحيحٌ أن الكاميرا تعجزُ أحياناً عن مقاومة شهوة الدم، وأن قانون المرئي والمسموع لا يعير اهتماماً كبيراً لمنع تصوير الجثث... لكن أخلاقيات المهنة تفرض حدّاً أدنى من احترام الجثة وعائلتها والجمهور.
وحوادث الانتحار تسجل يومياً في لبنان، ولا تذكر نشرات الأخبار أيّاً منها... فما هو السبب وراء التركيز على وفاة هذه المرأة تحديداً؟ وهل من غاية في نفس يعقوب، وخصوصاً أن لزوجها السابق مركزاً معيّناً في الدولة اللبنانية؟ أم إنه السبق الصحافي الذي يتحكم بالموقف، على اعتبار أن الغاية تبرر الوسيلة؟