اتهامات وانتقادات وردود وتصريحات نارية... غسان بن جدو قدّم أول من أمس حلقةً ديناميكية من «حوار مفتوح» على «الجزيرة»، متناولاً مسلسلات السير الذاتية في رمضان
منار ديب
خصصت حلقة أول من أمس من «حوار مفتوح» على «الجزيرة»، لدراما السيرة الذاتية عبر تناول نموذجين بارزين عرضا في رمضان، هما «أسمهان» لشوقي الماجري، و»ناصر» لباسل الخطيب الذي كان ضيفاً على الحلقة مع الممثل فراس إبراهيم الذي شارك في إنتاج «أسمهان» والذي لعب دور فؤاد الأطرش. غسان بن جدو استضاف أيضاً ممدوح الأطرش، عرّاب «أسمهان» وصاحب فكرته. وهو كان قد أثار أخيراً زوبعة إعلامية، أعلن فيها تبرؤه من العمل. وفيما تحدث الأطرش من مكتب «الجزيرة» في دمشق، أقيمت الجلسة الحوارية في القرية الشامية، وفي أماكن تصوير مسلسل «أهل الراية». ومن القاهرة، أطلَّ الإعلامي الإسلامي والعضو في «الإخوان المسلمين» صلاح عبد المقصود، ليتابع الهجوم الذي بدأته الجماعة على «ناصر».
بن جدو نجح هذه المرة في إدارة حلقة ديناميكية غزيرة بالمعلومات والأفكار، فيما لم يحتدم النقاش ويعلو الصراخ كما يجري عادة في برامج «الجزيرة». فراس إبراهيم فرَّق بداية بين الحقيقة الفنية والوثيقة التاريخية في هذا النوع من الأعمال. أما باسل الخطيب فأكد على التداخل بين الشخصية والتاريخ. ورأى إبراهيم أن الانتقادات لـ«أسمهان» جاءت من عائلتها لا من الصحافة، فالعائلة أرادت شخصيات معقمة، وهو ما يتعارض مع الصراع الدرامي. أما ممدوح الأطرش فأعلن منذ البداية أنه لا يمثل العائلة بل يتكلم كفنان. وخلافاً للنبرة الغاضبة التي طبعت تصريحاته الأخيرة، بدا هنا هادئاً. وقال إن المسلسل مجهود كبير، وإنه قد برأ ساحة أسمهان على المستوى السياسي والوطني، لكنه بالغ في التدخل في الحياة الشخصية للمطربة الراحلة. كما أشار إلى أخطاء تاريخية، منها تاريخ ميلاد الأميرة أمل الأطرش (أسمهان) وهو برأيه 1918 لا 1917، وأضاف أن والدتها علياء المنذر هربت من لبنان إلى مصر تبعاً لـ«موقف تاريخي»، تمثَّل بنية الجنرال غورو أخذها رهينة مقابل الإفراج عن طيارين فرنسيين أسرهم الثوار في السويداء (علماً بأن المسلسل لم يبتعد عن ذكر أسباب من هذا النوع). كما أدان الأطرش إظهار الشيخ عبد الغفار الأطرش، وهو في لباسه الديني، يحضر حفلةً يقدَّم فيها الشراب. إلا أن هذا التفصيل يورده الجنرال بيو في مذكراته «سنتان في الشرق». البرنامج عاد إلى مناقشة «ناصر» بعد عرض مشهد «حادثة المنشية» التي شهدت محاولة اغتيال عبد الناصر، والتي اتُّهم بها الإخوان. وهنا، ردَّ صلاح عبد المقصود بأن الحادث مفبرك، وقد اعتقل على أثره 36000 من أعضاء الجماعة! وأشار إلى أن الحادث رُتِّب بالتعاون مع الاستخبارات الأميركية لتحسين صورة عبد الناصر، «كما اعترف الوزير التهامي والرئيس محمد نجيب».
باسل الخطيب قال إننا نتعامل مع شخص بقامة عبد الناصر، «كما أننا نحبه، لكن ذلك لا يعني أننا لسنا موضوعيين». فيما كشف عبد المقصود «حقيقة تاريخية» أخرى بالقول إن مؤسس تنظيم الضباط الأحرار هو الإخواني الصاغ محمود لبيب. ولفت إلى أن المسلسل أغفل تضحيات الإخوان في حرب فلسطين، وإن من اتصل بالمفتي أمين الحسيني هو حسن البنا، لا عبد الناصر كما ظهر في العمل. بن جدو تدخل حينها، مشيراً إلى أن المسلسل أساساً عن عبد الناصر لا عن آخرين. أما الخطيب فأكد على اتصالات ناصر مع الحسيني، وخصوصاً أن هذا الأخير يتحدث عنها في مذكراته.
وقد ختم بن جدو بالتطرق إلى محاربة «ناصر» وعدم برمجته على القنوات الكبرى، وبثه على «النيل للدراما» المشفرة بصورة من دون صوت حتى الحلقة 17. فعلّق الخطيب أن أنظمة الخليج لا تزال تعاني من مشكلة مع كل ما يمت إلى عبد الناصر.