تشارك قريباً في حملة تسويقية لإحدى شركات العقارات، وتحيي حفلة ضخمة في دبي. الفنانة اللبنانية متمسكة بخياراتها حتى النهاية، وتطلق بعد أيام كليب «حبيبي ما بخبّي عليك»
فاطمة داوود
صيف 2008 كان موسم نجوى كرم. الفنانة اللبنانية حقّقت حضوراً ملحوظاً على جميع المستويات. ذلك أن ألبومها الأخير «عم بمزح معك» حقق انتشاراً مقبولاً، وكانت لها حصة بارزة من الحفلات في لبنان. كما قدّمت سهرات ناجحة في العالم العربي، ووقّعت عقداً إعلانياً بملايين الدولارات مع إحدى الشركات العقارية. أضف إلى ذلك أنها أحيت سهرة مميّزة في ثاني أيام العيد في دبي، وعرضت LBC مساء السبت الماضي حفلتها ضمن فاعليات مهرجان «قرطاج» في دورته الأخيرة.
وفيما لم يمضِ وقت طويل على إطلاق فيديو كليب «عم بمزح معك» مع المخرج فادي حداد، حتى صوّرت «حبيبي ما بخبّي عليك» من الألبوم نفسه، لكن مع المخرجة رندا علم في أول تعاون بينهما. وهي تستعد لإطلاق هذا الكليب قريباً.
عن اختيار هذه الأغنية لتصويرها على طريقة الفيديو كليب بعد «عم بمزح معك»، سألناها بدايةً، فأوضحت: «لم أطّلع بعد على عمليات المونتاج بسبب ارتباطاتي الفنية المتواصلة خلال الأيام الماضية، لكنني واثقة من جودة العمل الذي نفّذناه. وليس لديّ أدنى شكّ أن الأغنية بعد تصويرها كفيديو كليب ستحقّق لي نقلة نوعية في مسيرتي المهنية، وخصوصاً أن لرندا علم أسلوباً مستقلّاً في الإخراج. بحثتُ معها عن نفحات جديدة في عالم الفيديو كليب، وسيلاحظ الجمهور هذه الفوارق بعد العرض».
ولكن، لماذا «حبيبي ما بخبّي عليك» تحديداً؟ «لهذه الأغنية معزّة خاصة عندي. وهي تجسّد رغبة المرأة بالبوح لحبيبها بمشاعر الحب، بينما المعروف اجتماعياً أن الرجل هو من يبادر في مثل هذه المواقف».
وكيف وافقت على التعاون مع شاعر مبتدئ، أليس في ذلك مجازفة؟ تتذكّر اسم كاتب الأغنية بصعوبة، وتجيب: «اتّكلتُ على الفنان وسام الأمير (ملحّن الأغنية) الذي عرّفني إلى الشاعر طوني أسمر. الكلمة الجميلة ليست محكومة بشهرة الشاعر أو عدمها. الأمر مرتبط بالموهبة والذوق الفني، وأعتقد أن المجازفة كانت في محلّها».
ألبوم «عم بمزح معك» الذي أطلقته كرم منذ ما يقارب شهرين، لاقى انقساماً حاداً في الآراء: بعضهم اعتبره تغييراً جذرياً في أسلوب الفنانة التي رفعت شعار اللهجة اللبنانية حصراً، أما بعضهم الآخر فانتقد ما رأى أنّها مغامرة غير محسوبة، عبر تركيزها على الطرب الشعبي. أمّا كرم، فترى أن للجمهور وحده الحكم النهائي: «حين وقفتُ على مسرح «قرطاج» هتف الآلاف بكلمات «عم بمزح معك». وهذا دليل كاف على النجاح الحقيقي، وخصوصاً أن توقيت الحفلة تزامن مع طرح الأغنية».
وفيما مرت مرور الكرام على هذه الانتقادات، توقفت مطولاً عند بعض الملاحظات بشأن فيديو كليبها «عم بمزح معك»، قائلة: «كنت أودّ أن أقتطع بعض مشاهد شهرزاد، لأضيف أجزاءً أخرى تتعلق بالإطلالة العصرية. إضافةً إلى ذلك، كنت أفضّل تصوير المشاهد خارجياً لا داخل جدران الاستديو. لكن ارتفاع درجات الحرارة، حال دون ذلك. وهنا، أود تأكيد أمر أخير يتعلق بهذا الكليب، هو أن ميزانيته لم تصل إلى 300 ألف دولار أميركي كما كُتب في إحدى المجلات، بل كانت الميزانية جيدة نسبة إلى ضخامة الإنتاج».
حفلة «قرطاج» لم تكشف فقط عن إعجاب الجمهور بأغنيات نجوى كرم، بل كرسّت مفهومها و«عنادها» على الغناء باللهجة اللبنانية فقط. وهنا، تؤكد: «لقد سقطت مقولة إحجام الجمهور العربي عن اللهجة اللبنانية لمصلحة لهجات أخرى، وخصوصاً أن المستمع العربي يرددّ لهجتنا بسلاسة وعشق... ومن تَابع سهرة «قرطاج»، تأكّد فعلاً من ذلك».
كرم حلّت ثاني أيام العيد نجمة على مهرجان دبي الغنائي الذي نظّمته إحدى الشركات العقارية، برعاية محطة mbc. وقد جاء هذا المهرجان بعد اختيار كرم وجهاً إعلانياً للشركة العقارية. وحتى اليوم، ما زالت نجوى تردّ على من انتقدها بقبول توقيع عقد إعلاني، بالقول: «شرحت وجهة نظري بالنسبة إلى الإعلان... والأيام المقبلة ستثبت أن خياري كان وطنياً لا لتقاضي مبلغ مادي ضخم»!
يذكر أخيراً أن الفنانة اللبنانية ما زالت في إمارة دبي، تستكمل الخطة التسويقية المرافقة لإطلاق الإعلان التلفزيوني الذي صوّر في لبنان. ذلك أن انطلاق الحملة الإعلانية بدأ منذ فترة وجيزة، وقد غزت اللوحات الإعلانية الضخمة شوارع بيروت وبعض المناطق. وباتت مشاركة كرم أكيدة في الاحتفال الضخم الذي تنظمه الشركة في دبي بحضور شخصيات سياسية واقتصادية وفنية مهمّة قبل نهاية الشهر الحالي، وذلك لكشف النقاب عن تفاصيل الهندسة العمرانية والداخلية للمشاريع التي تعتزم تنفيذها في الإمارات.